268

وقد رد تيم هاموند بتاريخ 30 / 8 / 1995 ما يلي:

إن الختان لا يحمي من مرض الإيدز، والإيحاء بأنه يحمي من الإيدز يعتبر رسالة خطيرة للمختونين، تعني أنه في إمكانهم ممارسة الجنس دون اتخاذ الوسائل الكفيلة لحمايتهم من هذا المرض، وأضاف في رسالته بأنه إذا كان صحيحا أن الختان يحمي من الإيدز، فيجب في هذه الحالة ختان كل من الذكور والإناث البالغين.

يقول د. سامي الديب في كتابه: إن ما سبق يوضح أن مؤيدي الختان بين اليهود ومن يساندهم قد وجدوا في الإيدز ضالتهم للدفاع عن ختان الذكور، فحولوا الخوف من الإيدز إلى سلاح للتأثير على الرأي العام، وقد سارعت الصحف المصرية و«العربية» ونقلت هذه الأنباء، كما نقلت في الماضي كثيرا من الإسرائيليات دون أي تحقيق، واعتقدوا أن ختان الذكور والإناث من صحيح الإسلام، وهذا غير صحيح.

إن القرآن المرجع الأساسي للمسلمين ليس فيه آية واحدة تشير إلى ختان الذكور.

الكتاب الوحيد الذي ينص على ختان الذكور هو كتاب التوراة، في الإصحاح السابع عشر (تكوين) يعقد الإله مع النبي إبراهيم عهدا، يقول له: «أقيم عهدي بيني وبين نسلك من بعدك عهدا أبديا، أعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك لك أرض كنعان ملكا أبديا، هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم، يختن منك كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم، فيكون عهدي في لحمكم أبديا ... وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلتكم فتقطع تلك النفس من شعبها، إنه قد نكث عهدي.»

هذه هي الكلمات التي جاءت في التوراة، تؤكد لنا أن إله اليهود رفع شعار «الأرض مقابل الختان»، وهو شعار غريب، فما علاقة الاستيلاء على أرض الغير بالقوة المسلحة وختان الذكور؟!

وفي محاضرة لي بجامعة نيويورك العام الماضي سألت هذا السؤال فانسحبت بعض النساء اليهوديات اعتراضا على تساؤلي، وغضبت أخريات، لكن بعض اليهوديات أيدن كلامي وقالت إحداهن: نعم هذا سؤال وارد تماما، وأعتقد أن بعض المؤيدين للصهيونية والاستيلاء على أرض فلسطين، الأرض الموعودة يؤيدون أيضا ختان الذكور، رغم أنهم لا يختنون أطفالهم، لكن يخافون من الاعتراض على ختان الذكور، وبالتالي يسقط حق اليهود في أرض فلسطين، بسبب ترابط الوعد الإلهي بالأرض بختان الذكور.

من هنا ندرك كيف توجه كثير من القوى الإسرائيلية (والأمريكية) بعض البحوث الطبية لإثبات أن ختان الذكور يحمي من السرطان والإيدز؛ تعزيزا للآية في التوراة وتعزيزا للاستيلاء على أرض فلسطين. (3) الجدل الطبي السليم ضد الختان

لماذا لا يتابع الأطباء في بلادنا ما يدور في العالم من أبحاث علمية سليمة تؤكد مضار الختان للذكور والإناث؟! لماذا تسكت وزارة الصحة ونقابة الأطباء كأنما الأمر لا يعنيهما في شيء؟! وأرجو من وزير الصحة أن يطبع كتاب الأستاذ الدكتور سامي الديب، ويوزعه على الأطباء حتى يعرفوا أن ختان الذكور عادة ضارة بالجسم والنفس والمجتمع، وأن ملايين الرجال ليسوا مختنين وليسوا مصابين بالإيدز أو السرطان، وأن نظرية الوقاية من الأمراض بقطع الأعضاء في الطفولة نظرية مناقضة للعقل والصحة والدين الصحيح؛ لأن الله كامل لا يخلق إلا الكامل، وخلقناكم في أحسن تقويم.

يفند الأستاذ الدكتور سامي الديب نظرية الوقاية من مرض الإيدز عن طريق الختان بالأدلة العلمية (ص168) كالآتي:

Unknown page