237

Kashif Amin

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

وعلى الوجه الثاني يصير تقدير الكلام{لا يعزب عنه مثقال ذرة { إلا في لوح مبين، ولا يلزم من كون الشيء مكتوبا في لوح أو غيره أن يكون معلوما فضلا عن التأكيد،وإنما يلزم من كونه مكتوبا أن يحفظ إلى عند الطلب والاحتياج.

فإن قيل: عليه أن الكتب هو لتعليم الملائكة عليهم السلام لا لما ذكرتم من الحفظ إلى عند الطلب والاحتياج.

قيل: هذا الجواب غير مستقيم في هذه الآية لخروج الكلام معه من مبحث إلى مبحث غير ما سبق الكلام فيها من أجله وهو الإخبار بكمال عالميته تعالى وإحاطته بكل شيء علما، وذلك مستهجن، وإنما هذا يصلح ردا على من يعترض أصل المسألة في أن اللوح حقيقة بما ذكر فتأمل، والله أعلم.

قال رحمه الله: وروي فيه أنه من زبرجدة خضراء، وأخرج عبد الله بن أحمد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خلق الله الدواة ثم خلق اللوح فكتب فيها أمر الدنيا حتى تنقضي، ثم قال: {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } [ الأنعام: 59].

قيل: وهو أول مخلوق، وقيل: أول مخلوق الهواء، روى الهادي عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أول ما خلق الله الهواء"، وقيل: نور نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لما أخرج عبد الرزاق عن جابر أنه قال: يا رسول الله أخبرني عن أي شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ قال:" يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث يشاء ولم يكن في ذلك الوقت لوح، ولا قلم، ولا جنة، ولا نار، ولا فلك، ولا سماء، ولا أرض، ولا شمس، ولا قمر" الخبر.

ثالثها: قالت الحشوية: إن الله تعالى لا داخل في العالم ولا خارج، نفي له تعالى.

Page 264