============================================================
العالية، والاشارة بالضوامر من الحدود التي بلغوها، والضامر الذي قد أضمره السير(1) والتعب حتى خرج من حد الضمر الذي قد اكتسبه من الوقوف والدعة، وترك السير ورجع إلى أصل بنيته في الخلقة التي خلق عليها من أول، فحينئذ يكون أقوى على ما يتجشمه(2) من السير والتعب، وكذلك هو في الباطن إشارة إلى من اجتهد في السعي والطلب ولم يقعد على ظاهر ما أدرك الذي لا يغنيه عن باطنه، فصار بالسعي والطلب إلى أصل ما خلق له، وندب إليه، من العلم الذي يعمل عليه، والحدود التي تعلق بها درجاته (2). فالايشارة في هذا أنه لا يجب على المؤمن الوقوف على ظاهر العلم دون الطلب لمعرفة باطنه، ولا على أول حد يبلغه، حتى يجتهد في طلب ارتفاع درجته (4)، وأنه لا ينال الباطن إلا بالسعي والاجتهاد في العمل والطلب، كما أنه لا ينال الحاج في الظاهر غاية إلا بالتعب في سيره حتى يضمر راحلته، وراحلة المؤمن في الباطن نيته واعتقاده وبصيرته(5)، فإذا بلغ بنيته المجهود ، أدرك من دينه المطلوب ، ويسره الله له ، وقوله : { يأتين من كل فج عميق} يعني في الظاهر الرواحل أنهن يأتين من كل بلد بعيد طريقه، ويعني في الباطن أن الحدود التي يرتقي إليها المؤمن(2) إنما يأتي من المقام الجليل، وهو مقام الامام عليه السلام لأنه يرتب(2) مراتب الدين وحدوده، من مقامه يتفرع الحدود بأمره واختياره، وتوفيق الله إياه ومعنى قول الله جل وعلا : { الحج أشهر معلومات ") فمن فرض فيهن
Page 111