============================================================
مثل ابراهيم في أبيه الذي تبرأ منه إلى بارئه فكذلك برأ محمد(1) من أبيه إلى الله عز وجل وإلى امير المؤمنين صلى الله عليه كما قال عز وجل يحكي عن الذين قالوا: { إنا براء منكم ومما تعبدون (2) من دون آلله) فهو المتبرىء من الرجس النجس أبيه لعنه الله، والناطق عليه، والزاجر له بقوله [اتخذ](2 اصناما الهة اني اراك وقومك في ضلال مبين * أف لكم ولما تعبد أنت وقومك، فزجره ونهاه، { فأبى واستكبر وكان(4) من الكافرين } فجازاه البارىء جل وعلا على يد وصي رسوله في الدنيا حتى يضاعف له الجزاء في الآخرة، وإنما جازاه بأن جعله في مقام الدعاة، وأمر باتباع دعوته، والدخول في بيعته، فمن دخل في دعوته، واستجاب أمن وسعد، لأن البارىء عز وجل قد وعد بقوله: ومن دخله كان آمنا بدعوته والدخول في ولايته، والاتصال بهدايته، ثم يرجع المعنى إلى القول الأول { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}، فأمر جل وعلا باتباع الامام صلوات الله عليه الذي من يختاره نجا وفاز، فالحج هو(5) الاقرار بالولي المعمود عليه السلام من استطاع اليه سبيلا فالعباد كلهم فيه الاستطاعة غير أنهم ممنوعون من التوفيق والسبيل لهم بين، وهو الداعي إليه سبيل الله جل وعلا، وهذه الصفة تقع على حجة الامام ووصي الرسول، فالحجة سبيل الامام الذي يدعو به الناس إلى الله عز وجل كما قال الله عز وجل: قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله (2) على بصيرة انا ومن آثبعني وسبحان آلله وما أنا من المشركين} الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، أي أشركوا بأمر الله في الامام صلوات الله عليه أهواء أنفسهم، واختيار كبرائهم، الذين أضلوهم السبيل، فجعلوا مع الامام غيره من لم يجعله الله ولا رسوله ممن ليس له حق ولا
Page 136