168

Kashf Macani

كشف المعانى فى المتشابه من المثانى

Investigator

الدكتور عبد الجواد خلف

Publisher

دار الوفاء

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠ هـ / ١٩٩٠ م

Publisher Location

المنصورة

وأما موسى ﵇، فلأنه أخلص نفسه لله في منابذة فرعون مع ملكه وجبروته وفى غير ذلك. وأما إسماعيل ﵇: فلصدق قوله: (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) ووفى بوعده فصدق في قوله: وقيل: إنه وعد إنسانا إلى مكان فوفى له وانتظره مدة. ٢٦٥ - مسألة: قوله تعالى: (أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ) ومناسبة مس العذاب: الجبار المنتقم؟ . وما فائدة تكرار ذكر " الرحمن " في هذه السورة أكثر من غيرها؟ . جوابه: أما قوله تعالى: (عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ) ففيه تعظيم أمر الكفر الذي كان عليه أبوه، لأن من عظمت رحمته وعمت لا يعذب إلا على أمر عظيم بالغ في القبح فنبه على عظم ما عليه أبوه من الكفر ورجاء قبول توبته من الرحمن. وأما تكرار لفظ (الرَّحْمَنِ) في هذه السورة: فقد يجاب بأنه لما افتتح أول السورة بقوله تعالى: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) نبه بتكرار لفظ (الرَّحْمَنِ) الذي هر بصيغة المبالغة على عظم رحمته وعمومها، وأن ذاك ليس خاصا بأنبيائه وأوليائه، وخواصه.

1 / 249