فقال: أنا المسيح، أو أنا موسى (١)، وقد جرى من ذلك أنواع أعرفها؛ وثم من يصدق بأن الأنبياء يأتون في اليقظة في صورهم (٢)، وثم شيوخ لهم زهد وعلم ودين يصدقون بمثل هذا، ومن هؤلاء من يظن أن النبي [ﷺ] (٣) يخرج من قبره في صورته فيتكلم، وفيهم (٤) من يظن أن النبي ﷺ خرج من الحجرة وكلَّمهم فجعلوا هذا من كراماته، وفيهم من يعتقد أنه سأل المقبور فأجابه، وبعضهم كان يحكي أنه إذا أشكل عليه حديث جاء إلى الحجرة النبوية ودخل فسأل النبي ﷺ فأجابه، وآخر من أهل المغرب (٥) حصل له مثل ذلك، وجعل هذامن كراماته) (٦قلت: وهذه الأمور التي ذكرها عنهم شيخ الإسلام وهي أحوال شيطانية هي التي أوقعت عباد القبور في عبادتها، وصرف خالص العبادة إليها وقد ردَّه العلماء من أهل السنة٦) (٦) . قال ابن عبد البر لمن ظن ذلك: (ويحك ترى هذا أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار؟ فهل من هؤلاء من سأل النبي ﷺ [بعدالموت] (٧) فأجابه؟ وقد تنازع الصحابة في أشياء، فهلا سألوه فأجابهم وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثه؛ فهلا سألته فأجابها) انتهى.
_________
(١) في "م" و"ش": "أنا المسيح، أنا موسى".
(٢) في جميع النسخ: "في صورتهم" والمثبت من "الفتاوى".
(٣) ما بين المعقوفتين إضافة من "م" و"ش".
(٤) في "ش": "ومنهم".
(٥) في جميع النسخ: "الغرب"، والمثبت من "الفتاوى".
(٦) ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة)، وفي (الأصل): "كما قال.." والمثبت من: "م" و"ش" "والفتاوى".
(٧) ما بين المعقوفتين إضافة من: "الفتاوى".
1 / 57