وأمره بأن يدعو الناسِ إلى عبادة الله وحده وينذرهم من الإشراك به.
قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُون﴾ (١) .
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (٢) .
قال الحافظ ابن كثير (٣):
(وكلهم –أي الرسل- يدعون إلى عبادة الله وينهون عن عبادة ما سواه..
فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك منذ حدث الشرك في بني آدم في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح، وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى أن ختمهم بمحمد ﷺ الذي طبقت دعوته الأنس والجن في المشارق والمغارب، وكلهم كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُون﴾، وقوله تعالى: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُون﴾،وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت﴾ ا. هـ.
قال الإمام العلامة الإمام عبد الرحمن بن حسن (٤):
(ودلت هذه الآية –أي قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا ...﴾ -على أن الحكمة في إرسال الرسل دعوتهم أممهم إلى عبادة الله وحده والنهي عن عبادة ما سواه.
وأن هذا هو دين الأنبياء والمرسلين، وإن اختلفت شريعتهم ...) ا. هـ.
_________
(١) سورة النحل، الآية: ٣٦.
(٢) سورة النحل، الآية: ٣٦.
(٣) انظر تفسير ابن كثير (٢/٥٦٨) .
(٤) انظر "فتح المجيد": ص ١٧.
1 / 6