Kashf Ma Alqahu Iblis
كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس
Investigator
عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد
Publisher
دارا العاصمة للنشر والتوزيع
Edition Number
١١٩٣هـ
Publication Year
١٢٨٥هـ
Genres
Creeds and Sects
مساجدهم (١) عامرة، وهي يومئذٍ (٢) خراب من الهدى، علماؤهم أشر من تحت أديم السماء [من] (٣) عندهم تخرج الفتنة، وفيهم تعود" (٤) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان".
قلت: وقد ظهر الشرك والبدع في هذه الأمة بعد القرون المفضلة، بظهور الدول بالمشرق والمغرب، / كالأزارقة، وبني بويه، والقرامطة، ونبي عبيد القداح، والإسماعيلية ونحوها، فاشتدت غربة الإسلام، وصار أهل السنة غرباء كما قال النبي ﷺ: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس أو يصلحون ما أفسد الناس" (٥)، وقد تقدم
_________
(١) في "م" و"ش": "يومئذٍ عامرة..".
(٢) سقطت "يومئذٍ.."من: (المطبوعة) .
(٣) ما بين المعقوفتين إضافة من: (المطبوعة) .
(٤) أخرجه البيهقي في "الشعب": (ح/١٩٠٨)، وبنحوه البخاري في "خلق أفعال العباد" تعليقًا (ص٤٨) من حديث علي، وفي سنده انقطاع والله أعلم.
(٥) المؤلف –﵀ قد ساق الحديث مع روايتين له مختصرًا في لفظ واحد، وبيان ذلك كالتالي:
فحديث "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغربا"سبق تخريجه.
أما رواية "الذين يصلحون إذا فسد الناس"، فقد رواها جمع من الصحابة منهم:
جابر بن عبد الله بلفظ: "إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء"
قال: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلحون.."الحديث.
عزاه الهيثمي إلى الطبراني في "الأوسط": ٧/٢٧٨)، وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة": (ح/١٧٣)، والطحاوي في "مشكل الآثار": (١/٢٩٨) .
وفي سنده عبد الله بن صالح أبو صالح كاتب الليث، وهو كما قال الحافظ
ابن حجر صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. وفي سنده أيضًا: أبو عياش المعافري، وهو مجهول الحال.
ومنهم: عبد الرحمن بن سنة بلفظ: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبي للغرباء، قيل: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون.."
الحديث.
أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائده على المسند": (٤/٧٣-٧٤)، وابن وضاح في "البدع" ص ٦٥، وابن عدي في "الكامل": (٤/١٦١٥)، كلهم من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يوسف بن سليمان، عن
جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سنة مرفوعًا.
والحديث بهذا السند ضعيف جدًا لأن فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك الحديث.
ومنهم: أبو الدرداء، وأبو أمامة، ووائلة بن الأسقع، وأنس بن مالك بلفظ: "إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا" قالوا: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون إذا ... " الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير": (ح/٧٦٥٩) (٨/١٧٨)، والآجري في "صفة الغرباء" ص ٢١، وابن حبان في "المجروحين": (٢/٢٢٥)، كلهم من طريق كثير بن مروان الفلسطيني الشامي عن عبد الله بن يزيد الدمشقي عن أبي الدرداء وأبي أمامة، ووائلة بن الأسقع، وأنس بن مالك مرفوعًا والحديث
بهذا السند موضوع لأن فيه علتان:
الأولى: ضعف كثير بن مروان، فقد حفظه الدارقطني، وكذبه يحيى بن معين، وقال الفسوي ليس بشيء، وقال الذهبي ضعفوه، انظر "الميزان" (٣/٤٠٩) .
الثانية: أن عبد الله بن يزيد الدمشقي أحاديثه موضوعة كما قال الإمام أحمد، ومنكرة كما قال الجوزجاني انظر "الميزان": (٢/٥٢٦) .
1 / 190