304

واجتمعت اليهود فطلبوهم، فأخذوا طريقا غير طريقهم، ومضوا إلى النبي صلى الله ليه وسلم. يحملون صاحبهم.

فلما أصبح النبى، أمر الناس بالمسير على بني النضير، فلما بلغهم ذلك، تحصنوا في الدور، وأرسل إليهم عبد الله بن أبي سلول: إن معي ألفين من أصحابى، فإن قاتلكم محمد، قاتلنا معكم، ولئن خرجتم، لنخرجن معكم، وحلفاؤكم من غطفان وقريظة ستمدكم، فلما بلغهم كلام عبد الله طمعوا

قتال النبي، فأتاهم النبي، وحاصرهم إحدى وعشرين ليلة، فكان كلما ظهر على دار من دورهم هدمه ليتسع لقومه المكان، وجعلت اليهود ينقبون دورهم من آدبارها، للدور التي تليها، فيتحصنون فيها، ويرمون أصحاب رسول الله، بنقضها، وجعل المسلمون يخربون البيوت، ويقطعون النخل، وذلك قوله تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى آلمومنين).

فلما رأى اليهود خراب البيوت وقطع النخيل، قالوا لأصحاب النبى إنكم تزعمون أنكم مؤمنون، وتنهون عن الفساد، وأنتم تخربون المنازل وتقطعون النخيل، دعوها لمن غلب، فأبى النبي أن يدعها، فنزلت الآية ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قآبمة على أصولها فبإذن الله وليخزى آلفاسقين) [الحشر: 5].

ولما خذلهم المنافقون صالحوا النبى،، فصالحهم على الخروج من المدينة، وليحمل كل أهل ثلاثة بيوت على بعير ما شاؤوا من أمتعتهم، إلا الحلقة، أى السلاح، والباقي للنبي، فخرجوا من المدينة متوجهين إلى خيبر

Page 373