أشهر، فأخذ الرجل الدئلي الراحلتين، فأتاهما بغار ثور، فركبا، وأردف أبو بكر خادمه عامر بن فهيرة، ليخدمهما في الطريق.
قال أبو بكر: فأدلجنا، فحثثنا يومنا وليلتنا، حتى قام قائم الظهيرة، فضربت ببصري، هل أرى ظلا نأوي إليه؟ فإذا أنا بصخرة، فاهوينا إليها، فسويت بقية ظلها لرسول الله صل صلى الله عليه وسل، وفرشت له فروة، وقلت اضطجع يا رسول الله، فاضطجع، فخرجت (أنظر)( هل أرى أحدا من الطلب، فإذا أنا براعي غنم، قلت: لمن آنت؟ قال: لرجل من فريش، فسماه لى، فعرفته، فقلت: هل
) غنمك من لبن? قال: نعم، قلت: هل أنت حالب لي? قال: نعم، فاعتقل شاة، فأمرته، فنفض من ضرعها التراب، وأمرته، فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لى كثيفة من الغنم، فصببت الماء على القدح، حتى يبرد أسفله، فأتيت رسول لله صلى الله عليه وس، وقلت: إشرب يا رسول الله. فشرب حتى رضيت، ثم قلت: قد آن الرحيل.
فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم2، على فرس، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، قال: لا تحزن، إن الله معنا، حتى إذا دنا منا، وكان بيننا وبينه قدر رمح آو رمحين. فقلت: با رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، (100) وبكيت، فقال: لم تبكي? فقلت: والله ما على نفسى أبكى، ولكن أبكى عليك، فدعا رسول الله صل صلى الله ليه وسلم. على سراقة، وقال: اللهم اكفنا شره بما شئت. فساخت قوائم فرسه إلى بطنها
Page 283