فصل في اسلام جن نصييين
ثم إن رسول الله صلصلى الله عليه وسلم أمر بإنذار الجن، وصرفوا إليه مرة ثانية.
قال عبد الله بن مسعود1 ضلنه: خرجت مع رسول لله صل لى الله عليه وسلم، بأعلى مكة، فدخلنا شعب الحجون، فخط لى رسول الله خطا، وأمرنى بالجلوس فيه، وقال لي: لا تحرج منه حتى أعود إليك، فجلست فيه، ومضى النبى، فافتتح القرآن، فكنت أرى النسور تهوي إليه، وسمعت لغطا شديدا، حتى خفت على رسول الله لصلصلى اللهوليه وسلم وغشيته تسور كثيرة، حالت بيني وبينه، حتى ما كنت أسمع له صوتا. تم طفقوا يمضون كقطع السحاب ذاهبين، ففرغ رسول الله منهم مع الفجر، وأتى إلى فقال: أنمت? فقلت: لا والله، ولقد هممت مرارا، أن استغيث بالناس، حتى سمعتك تفزعهم بعصى، وتقول: اجلسوا. قال النبى: والله لو خرجت، لم آمن عليك أن يختطفك أحد منهم. تم قال لى: هل رآيت شيئا؟ قلت: نعم، رأيت رجالا سودا، عليهم ثياب بيض، قال: آآولئك جن نصيبين، سألوني الزاد، فمتعتهم بكل عظم حائل وروثة وبعرة، فقالوا: يا رسول الله، يقذرها بنو آدم، يعنون العظام، لأن الروث لدوابهم، فنهى رسول الله عن الاستجمار(67) بالعظام والروث، فقلت: يا رسول الله، وما يغني عنهم ذلك? قال: إنهم لا يجدون عظما، إلا وجدوا عليه لحمة يوم أكل، ولا روثة، إلا وجدوا عليها حبها يوم أكلت.
Page 227