فلما أسلموا، وكانوا تسعة وثلاثين رجلا، جعل أبو بكر يلح على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر، إنا قليلون. فلم يزل به حتى أظهر أمله صلى الله عليه وسلم، وفرق المسلمين فى نواحي المسجد، وقام أبو بكر خطيبا، ورسول الله جالس، فكان أبو بكر أول خطيب فى الإسلام، دعا إلى الله ورسوله، فثار المشركون على أبى بكر والمسلمين، يضربونهم في نواحي المسجد ضربا شديدا، وأخذ الفاسق عتبة بن ربيعه، يضرب أبا بكر ظ لخنه، بنعلين مخصوفتين، فأثر في وجهلهى الله لبه، وجاءت بنو تميم لأمه أم الخير وقالوا: (أطعميه) واسقيه، فلما دخلت وألحت عليه، جعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: والله ما لى علم بصاحبك، قال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب، فاسأليها عنه، ففعلت، فجاءت إلى أبى بكر، فقالت: إنى أظن
Page 205