113

Kasf al-Gummat

كشف الغمة

Genres

إلى الملك، وقال: اشهروا أمر التزويج، ليتهيأ له الملك، وليتأهب لمباشرة

فلما كانت تلك الليلة، أشهروا الزفة، وعمدوا إلى سليمة، فألبسوه الحلل الفاخرة، والحلى السنى، وضمخوه بالأطايب، وكان شابا حسنا جميلا، وكان قد شحذ سكينا، وجعلها في سراويله، وزفوه في الخدم والحشم، حتى انتهوا به إلى الحصن، ففتحت لهم الأبواب، ودخلوا به، فنظر إليه الملك في ضوء المشاميع، وهو في تلك الهيئة الحسنة الجميلة، هاله منظره، وسلب لبه وعقله، فأومأ إلى النساء والخدم لينصرفوا، فانصرفوا، فأغلق الأبواب، وأرخى الستور، وبقي هو وسليمة في غرفة واحدة، فأهوى إليه يقبله ويضمه إلى صدره، فاسترخى سليمة، وجعل يلاعبه ويداعبه، كما تفعل الجارية، حتى تمكن منه، فأخرج السكين، وضربه في خاصرته، وقتله، ولبس سليمة درع الملك، وتقلد السيف، وجعل على رأسه البيضة، وبات متأهبا، ولم يعلم أحد بما صنع بالملك، وبات الذين بايعوه في خوف عظيم، لا يدرون ما يكون من أمر سليمة والملك.

فلما طلع الفجر، وثب سليمة إلى الأبواب، ففتحها ، وخرج على الحراس وخاصة الملك وحجابه، فوضع فيهم السيف، حتى أباد عامتهم، والباب العامد مغلوق لم يفتحه، ووقع الضجيج فى الحصن، وعلت الأصوات، فأقبل آه البيعة وغيرهم من أهل البلد بالسلاح التام، فأشرف عليهم سليمه من أعلى الحصن، وعليه الدرع والبيضة، وبيده سيف الملك، يقطر دما، ورمى إليهم برأس الملك وجثته، فلما نظروا إليه، هالهم ما رأوا من أمر سليمة وجرأته، وسر بذلك كثير من أهل البلد، وخاف من لم يسره ذلك، ولم يقدر(أن) جميع رعاياها طوعا وكرها، ورغبة وهيبة.

Page 174