الرِّوَايَتَيْنِ الَّتِي ذكر شيخ الْإِسْلَام وَنحن فيهم على مَا ذكره الشَّيْخ من عدم تكفيرهم لاحْتِمَال مَانع يمْنَع من تكفيرهم إِمَّا جهلا وَإِمَّا خطأ فَإِن من كَانَ فِي قلبه الْإِيمَان بالرسول وَمَا جَاءَ بِهِ وَقد غلط فِي بعض مَا تَأَوَّلَه من الْبدع فَهَذَا لَيْسَ بِكَافِر أصلا كَمَا تقدم بَيَانه عَن أهل الْعلم وكما سنبينه إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَأما قَوْله إِذْ يلْزم مِنْهُ تَكْفِير طَائِفَة من عُلَمَاء السّلف من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَمن تَبِعَهُمْ مِمَّن سكت عَن تكفيرهم من عوام الْمُسلمين وَفِيه الْوَعيد الشَّديد وَالنَّهْي الأكيد
فَالْجَوَاب أَن يُقَال لَا يلْزم ذَلِك وَلَو لزم فلازم الْمَذْهَب لَيْسَ بِمذهب كَمَا هُوَ مُقَرر مَعْلُوم من كَلَام الْعلمَاء
قَالَ الشَّيْخ عبد الله ابْن الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ﵀ فِي رسَالَته الَّتِي كتبهَا بعد دُخُول مَكَّة المشرفة فِي جَوَاب من قَالَ يلْزم من تقريركم وقطعكم فِي أَن من قَالَ يَا رَسُول الله أَسأَلك الشَّفَاعَة أَنه مُشْرك مهدر الدَّم أَن يُقَال بِكفْر غَالب الْأمة لاسيما الْمُتَأَخِّرين لتصريح عُلَمَائهمْ المعتبرين أَن ذَلِك مَنْدُوب وشنوا الْغَارة على من خَالف فِي ذَلِك فَقَالَ ﵀
لَا يلْزم ذَلِك لِأَن لَازم الْمَذْهَب لَيْسَ بِمذهب كَمَا هُوَ مُقَرر وَمثل ذَلِك لَا يلْزم أَن نَكُون مجسمة وَإِن قُلْنَا بِجِهَة الْعُلُوّ كَمَا ورد
1 / 79