وَأما تناقضه
فَإِنَّهُ ذكر أَولا أَن الْجَهْمِية كفار وَأَن هَذَا هُوَ الْحق ثمَّ زعم أَن بعض الْعلمَاء لَا يكفرونهم وانتصر لهَذَا القَوْل كَمَا قَالَ فِي قصيدته
(ناسبا ذَلِك عَن أهل الْعلم ... فَمَا كفرُوا الجهمي ردي الْمذَاهب)
(لأَنهم إِن كفرُوا شَرّ فرقة ... وهم تابعوا جهم بِكُل المعائب)
ثمَّ قَالَ أفيجوز تَكْفِير من لم يكفرهم من الْعلمَاء وَهُوَ قد ذكر أَنهم كفار وَأَنه هُوَ الْحق ثمَّ جعل الْكَلَام فِيمَن لم يكفرهم من الْعلمَاء وَمن عوام الْمُسلمين وَأَنه يلْزم من تكفيرهم تَكْفِير أمة من الْعلمَاء وَمن الْمُسلمين حَيْثُ لم يكفروهم لِأَن من كفر مُسلما فقد كفر
فأولا كفرهم وَذكر أَنه هُوَ الْحق
وَثَانِيا انتصر لقَوْل من لم يكفرهم فَلَا أَدْرِي أَيكُون الْحق مَعَ من كفرهم أَو مَعَ من انتصر لقَوْله وَأَنَّهُمْ مُسلمُونَ وَمن كفر مُسلما فقد كفر ثمَّ أضْرب عَن الْكَلَام فِي الْجَهْمِية وَأَن فيهم الْقَوْلَيْنِ وَجعل الْكَلَام فِي الْإِلْزَام بِكفْر من لم يكفرهم فأعجب لهَذَا التَّخْلِيط والتخبيط كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿وَلَو كَانَ من عِنْد غير الله لوجدوا فِيهِ﴾
1 / 27