أَأَحْبَابِى وَصَلْتُمُ أَوْ صَدَدتُمْ ... فَعَبْدُكُم على حِفْظِ الأَمَانَةِ
مُقِيمٌ لاَ يُزَحْزِحُهُ عَذُولٌ ... وَلاَ يُثْنِىِ مٌعَنِّفُهُ عِنَانَه
حَمَلُتُ لأَجْلِكُمْ مَا لَيْسَ تَقْوَى ... جِبَالٌ أَنْ تَحْمِلَها وِزَانَه
فَحِفْظُ العَهْدِ مَا وَافَاهُ حُرِّ ... وَلَوْ أَوْدَى هَواهُ بِهِ وشَانَه
إشارة الخطاف
فبينا نحن نتذاكر أوصاف الأشراف، وأشراف الأوصاف، إذ نظرت إلى خطاف، وهو بالبيت قد طاف، فقلت له: مالي أراك للبيوت ملازم، وعلى مؤانسة الإنس عازم، فلو كنت في أمرك حازم، لما فارقت أبناء جنسك، ورضيت في البيوت بحبسك، ثم إنك لا تنزل إلا في البيوت العامرة، والمنازل التي هي بأهلها عامرة، فقل لي: يا كثيف الطبع، يا ثقيل السمع، اسمع الآن قصة حالي، وكيف عن الطيور ارتحالي، أنا ما فارقت أمثالي، وعاشرت غير أشكالي، واستوطنت السقوف، دون الشعاب، والكهوف، إلا لفضيلة الغربة، ولزوما لأدب الصحبة، صحبت من ليس
1 / 80