Kashf al-Zuyuf
كواشف زيوف
Publisher
دار القلم
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م
Publisher Location
دمشق
Genres
وباطنًا، أو باطنأً فقد مع التستر الظاهري بقناع الانتماء إلى الإسلام، مخادعة ونفاقًا، ومعهم أيضًا أجراء للأعداء من مختلف طبقات الأمة وأنواع تخصصاتها.
وكان لهذا السبب تأثير العظيم عندما تخلف المسلمون، وضعفت قواهم الإدارية والسياسية والعسكرية، واستهنت جماهيرهم بأمر الإسلام وبشؤون المسلمين، وانصرفوا إلى أمور دنياهم الخاصة، وسمحوا بتسلل أفراد من الطوائف غير الإسلامية، وبتسلل المرتد علن الإسلام، وبتسلل أجراء الدول الاستعمارية إلى مراكز الإدارة والحكم والجيش.
إن جيوب الطوائف غير المسلمة، التي ظلت آمنة مستقرة، محمية لا يمسها أذىً ولا ظُلمٌ ولا جَنَفٌ ولا حكم بغير العدل، طوال ثلاثة عشر قرنًا، قد كانت تنطوي صدورها على عداء شديد للإسلام والمسلمين، وتضمر حقدًا دفينا عليهما وتتمنى أن تسنى لها الفرصة لهدم الإسلام وإبادة المسلمين، أو طردهم من أوطانهم.
وقد سنحت لها هذه الفرصة لتكشف عما كانت تضمره من قبل، فانطلقت تكيد كيدها من الداخل، مؤازرةً دول الاستعمار من الخارج، ومنفذةً خططها داخل بلاد الإسلام.
* * *
السبب السابع:
فتنة شعوب الأمة الإسلامية بالحضارة الأوروبية المادية، وتطلعهم إليها بشغف، وانبهارهم بمنجزاتها، نتيجة شعورهم بالنقص تجاهها.
ورافق هذه الفتنة تصورات خاطئة، أوهمت طلائع المثقفين أن التقدم الحضاري المادي هو مظهر للتقدم في كل ما يضمن سعادة الناس، من خلق وألوان سلوك في الحياة، ونُظُمٍ اجتماعية مختلفة.
ومع انعدام التجربة، وانبهار المغلوب بالغالب، وشعوره بالنقص تجاهه، واندفاعه لتقليده تقليدًا على غير بصيرة، تغدو التصورات
1 / 99