Kawāshif zayūf
كواشف زيوف
Publisher
دار القلم
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م
Publisher Location
دمشق
Genres
﴿قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي * فَاعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ *﴾
وقول الله ﷿ في سورة (فصّلت/٤١ مصحف/٦١ نزول):
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ .
المجال الثالث: حرّيةُ اختيار ما يُريدُ الإنسانُ ويَشْتَهِي ويهوى مما أباح الله في شريعته لعباده من عمل ظاهر أو باطن.
وهذه الحرية غير ملاحقة بالمسؤولية، ما لم ينجم عنها لدى استعمال تركُ واجب، أو فعل محرّم، أو عدوان على حقِّ الغير فردًا كان أو جماعة.
وإنما كانت الحرية في هذا المجال غير مُلاحقةٍ بالمسؤولية لأنّ الربّ الخالق ﷾ الذي له الخلق والأمر، قد منحها ذلك، فأباح لها أن تختار ما تشتهي من أصنافٍ أو أفرادٍ داخلة في دائرة المباحات التي أباحها، وأنزل فيها إذنًا شرعيًا في دائرة المباحات التي أباحها بفعل أو ترك.
وما أباح الله من سلوك شخصي لا علاقة للمجتمع به، أو لا يمسّ إنسانًا بضرر، فلا حق لأحدٍ أيًّا كان بأن يحرمه منه، أو يمنعه عنه.
ومن الخير للمجتمع أن يترك هذا المجال مفتوحًا للناس، يُعبّرون فيه عن حريّاتهم الخاصة، ويشعرون فيه باستقلاليتهم.
المجال الرابع: حرية تعبير الإنسان عن أفكاره وآرائه، ما لم يكن مضللًا بباطل واضح البطلان، أو داعيًا لضُرٍّ أو شرٍّ أو أذى، أو مشجّعًا على إدحاض الحق ونصرة الباطل، ونشر الظلم والعدوان والفساد في الأرض.
1 / 227