175

Kashf al-Zuyuf

كواشف زيوف

Publisher

دار القلم

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

Publisher Location

دمشق

Genres

فمنها ما يتعلق بخصائص الخالق جل وعلا، ومنها ما يتعلق بوصف بعض الحقائق الغيبية من واقع هذا الكون المخلوق لله ﷿، كالملائكة والجن والعرش والكرسي، ومنها ما يحكي أحداثًا سبق أن حدثت فيما مضى من الأزمان، وليس باستطاعة الوسائل الإنسانية أن تستعيد صورتها الواقعية، كقصة خلق آدم، ومنها ما يُنبيء عن أحداث ستقع فيما يأتي من الأزمان، ضمن واقع هذا النظام الكوني القائم، كأشراط الساعة، أو سوف تقع في نظام عالم آخر وحياة أخرى، وهو ما جاء عن الآخرة، وما سوف يجري فيها، من جمع وعرض، وسؤال وحساب وجزاء بالثواب أو بالعقاب، ودار للنعيم وهي الجنة، ودار للعذاب وهي النار.
وموقف العقل ووسائل البحث العلمي الإنسانية بالنسبة إلى ما جاء في هذا القسم يتلخص بما يلي:
أولًا: تحرير صدق الخبر وصحة دلالته.
ثانيًا: رفض ما خالف أحكام العقل القطعية، وهو ما يدخل في قسم المستحيلات العقلية، كالجمع بين النقيضين، وكوجود شريك الله الخالق ﷾.
ثالثًا: رفض ما خالف أحكام العقل القطعية، وهو ما يدخل في قسم المستحيلات العقلية، كالجمع بين النقيضين، وكوجود شريك لله الخالق ﷾.
فأي نبأ من أنباء الغيب يثبت شيئًا يحكم العقل قطعيًا باستحالة وجوده هو خبر مرفوض عقلًا وشرعًا، وأي نبأٍ من أنباء الغيب ينفي شيئًا يحكم العقل حكمًا قاطعًا بأنه واجب الوجود هو نبأ مرفوض عقلًا وشرعًا.
ولما قال الإمام الغزالي في كتابه "المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى" كلمته الحصيفة الرصينة المشتملة على نظر ثاقب عميق:
" ولا تستبعد أيها المعتكف في عالم العقل أن يكون وراء العقل طور قد يظهر فيه ما لا يظهر في العقل ".
عقب عليها باستدراك خلاصته: أن ما وراء العقل قد يكون بعيدًا عن تصور العقل وتوهمه بُعدًا بالغ النهاية، أو بُعدًا غير متناهي الحدود، لأن

1 / 190