لمن الغلبة؟
إن ضغط العرب يزداد قوة، ومن المحتمل أن يكون في حكومة لندن من يشجع الحركة العربية ضدنا. إنه من المعلوم لدينا ولدى الحكومة أن وكلاء النازي يعملون بنشاط في مصر والعراق وفلسطين وسوريا وغيرها من البلاد العربية، ولكن العرب يعملون أيضا بوحي أنفسهم، مع أنني لا أعتقد بأن الجماهير في العراق ومصر تهتم بما يجري في فلسطين، ولكن صلات الدين والثقافة واللغة تلعب دورا في الحركة، وكل شخصية من شخصيات العرب تريد أن تبني لنفسها مركزا، فمن مصلحتها أن تظهر مدافعة وحامية لعرب فلسطين. ومن يدري من الذي سيكون أقوى؛ الوعود التي أعطتها إنكلترا لنا والعدالة ونور ما نقوم به في فلسطين والاضطهاد الواقع على اليهود في العالم ورغبتهم في إنشاء وطنهم القديم، أم قنابل وألغام العصابات العربية وضغط وتأثير البلاد العربية مستندا إلى كراهة إسرائيل التي تتقوى يوما عن يوم في العالم؟!»
صهيونية لجنة بيل
هنا يبحث الكاتب في تقرير لجنة التقسيم، والأوضاع التي يحتمل أن تنجم عنه، ويطنب في الثناء على لجنة بيل الملكية قائلا: إن مشروعها جيد، ولا سيما إذا انتقلت الأودية إلى الدولة اليهودية، وأن «ليس ما يدعو إلى الاعتقاد بأن «لجنة التقسيم أكثر صهيونية من لجنة بيل».»
ثم يستأنف قائلا: «إن الحكومة لا ترغب في بناء دولة يهودية في الوقت الحاضر.»
مخاوف اليهود
هنالك خطران: (1) أن الحكومة لن تقبل أن تستمر الحالة الحاضرة. وب «الحالة الحاضرة» لا أعني الاضطرابات، أنا لا أخاف الاضطرابات، وخوفي أن تلغي الحكومة بندين أو ثلاثة من صك الانتداب أو تدخل تحويرا عليه؛ وبهذا تقف الهجرة وتزداد الحالة الاقتصادية سوءا، ويزيد اليأس في معسكرنا، وتتأثر الحركة الصهيونية والسكان اليهود في البلاد تأثرا سيئا. إن حالة كهذه لا يمكن أن تدوم طويلا؛ لأن العرب أيضا لا يبقون هادئين، وما يريدون هو الحكم الذاتي وحكومة عربية.
وهنا أتقدم إلى الخطر الثاني؛ (2) المحادثات بين إنكلترا والعرب على أساس «الحكومة العربية»، ومن باب اللباقة لن يدعوها «المملكة العربية»، ولكن «فلسطين المستقلة»، ولا فرق بين الاثنتين. إن الحكومة المستقلة في الوقت الحاضر تعني «دولة عربية»؛ لأن العرب أكثر من ثلثي السكان.
هذا أكبر خطر؛ لأنه يعني إيقاف الهجرة وركود وجمود التوطن اليهودي، وتسليم السكان اليهود لأيدي العرب.
أرى أن هذا الخطر ليس عظيما إلى هذا الحد، رغم أنه ليس خياليا في الوقت الحاضر، ورغم أن كثيرين من الإنكليز، وربما بعض أعضاء الحكومة الإنكليزية، يعتقدون هذه الفكرة ويأخذون بها.
Unknown page