Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

Muhammad Cabd Nabi d. 1450 AH
96

Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Genres

قالت نينا: «أساطير! على كل حال أي أسطورة ليست زائفة، بل هي فقط ...»

لم ير بول أي نفع في أن يوليها انتباهه، أما لويس فلم يكن منتبها. •••

كتب لويس رسالة إلى الصحيفة. كان الجزء الأول منها معتدلا وعلميا، وصف فيه تكون القارات وكيف ظهرت واختفت بعض البحار، والبدايات المتعثرة لأشكال الحياة؛ الجراثيم العتيقة، محيطات دون أسماك وسماوات دون طيور؛ الازدهار والدمار، عصر البرمائيات، الزواحف، الديناصورات، تغير المناخ، أولى الثدييات الصغيرة الوضيعة. المحاولة والخطأ، ثم ظهور الرئيسيات المتأخرة وغير المبشرة في المشهد، ونهوض القردة الشبيهة للإنسان على قوائمها الخلفية واكتشاف النار، وشحذ الحجارة، وتمييز منطقة سكناهم، وأخيرا، وفي اندفاع متأخر، بناء القوارب والأهرام ثم صنع القنابل، ثم خلق اللغات والأرباب والتضحية وقتل الناس بعضهم بعضا، والصراع حول ما إذا كان إلههم يسمى يهوه أم كريشنا (هنا بدأت اللغة تحتد) أو ما إذا كان لا بأس من تناول لحم الخنزير، والركوع على الركبتين والصياح عاليا بالصلوات لعجوز غريب الأطوار في السماء يهتم كثيرا بمن سيكتب له النصر في الحروب والفوز في مباريات كرة القدم. وأخيرا، وعلى نحو مذهل وفاتن، يهتدي البشر إلى بضعة أمور، ويشرعون في التعرف على أنفسهم وعلى الكون الذي وجدوا أنفسهم فيه، ثم يقررون أنه من الأفضل التخلي عن كل تلك المعرفة المكتسبة بشق الأنفس، والعودة إلى العجوز الغريب الأطوار وإجبار جميع من حولهم على الركوع من جديد، وعلى تعلم اللغو القديم والإيمان به، لماذا لا نستعيد نظرية الأرض المسطحة بالمرة؟

المخلص بصدق، لويس سبيرس.

لم يكن محرر الصحيفة من سكان البلدة نفسها وقد تخرج مؤخرا في مدرسة الصحافة. كان سعيدا بالضجة المثارة وواصل نشر الردود («لا للسخرية من الله» وتحته توقيعات كل عضو من رعايا كنيسة الكتاب المقدس، «كاتب يستهين بالسجال» من قس الكنيسة المتحدة، المتسامح ولكن الحزين، الذي استاء من تعبيرات مثل «لغو» و«العجوز غريب الأطوار») إلى أن أعلن ناشر هذه الصحيفة أن هذا النوع من الجلبة كان عتيق الطراز وفي غير محله ويقلل من نسبة الإعلانات المنشورة في الصحيفة. فلنغلق هذا الباب، هكذا قال.

كتب لويس رسالة أخرى، وكانت هذه هي رسالة استقالته من وظيفته. تم قبولها في أسف وندم، وقد صرح بول جيبنز - وكان هذا أيضا مكتوبا على الورق - أن سبب الاستقالة هو سوء حالة لويس الصحية.

كان ذلك صحيحا، على الرغم من أنه لم يكن سببا يود لويس نفسه أن يعلن على الملأ. على مدى أسابيع عديدة كان يشعر بضعف في ساقيه. في الوقت نفسه الذي كان من المهم بالنسبة إليه فيه أن يقف منتصبا أمام صفه، ويسير قبالته جيئة وذهابا، كان قد شعر بنفسه يرتعش، ويشتاق للجلوس. لم يستسلم قط، ولكن أحيانا اضطر للتشبث بظهر مقعده، كما لو كان فقط يشدد على نقطة ما. ومن وقت لآخر كان يدرك أنه لا يعرف موضع قدميه؛ فلو كانت هناك سجادة لكان من الممكن أن يتعثر في أصغر ثناياها، وحتى في الفصل، حيث لا توجد سجاجيد، كان يمكن لقطعة طبشورة ساقطة، أو قلم رصاص، أن يؤديا إلى كارثة.

أشعل هذا الاعتلال نيران غضبه، ظنا منه أنه علة نفسية أثرت على حالته الجسدية. لم تساوره من قبل قط مشكلة عصبية قبالة تلاميذ صفه، ولا قبالة أي مجموعة من الناس. حين تلقى نبأ التشخيص الحقيقي، لدى اختصاصي الأعصاب، ما شعر به - كما أخبر نينا - كان ارتياحا مضحكا.

قال: «خشيت أن أكون عصابيا.» وشرع كلاهما يضحكان. «خشيت أن أكون عصابيا، ولكن كل ما هنالك أنني مصاب فقط بتصلب جانبي ضموري.» وضحكا، وهما سائران في تلكؤ في الممر الصامت المفروش بنسيج مخملي، ودخلا المصعد حيث حدق الآخرون فيهما باندهاش؛ فقد كان الضحك أكثر العملات ندرة في هذا المكان. •••

كانت دار جنازات «ليك شور» («شاطئ البحيرة») مبنى واسعا جديدا من الآجر مذهب اللون؛ جديدا إلى حد أن الحقل المحيط به لم يكن قد تحول بعد إلى باحات عشبية وشجيرات سياج. ولولا اللافتة التي تحمل اسم الدار، لكان بوسعك الظن أن المبنى عيادة طبية، أو مكتب لإحدى الإدارات الحكومية. ولم يكن اسم شاطئ البحيرة يعني أنها تطل على البحيرة، بل كان بدلا من ذلك إدماجا ماكرا للقب الحانوتي صاحب الدار؛ بروس شور. رأى البعض أن هذه التسمية تفتقر إلى الذوق. حين كان العمل يتم في أحد أكبر المنازل الفيكتورية الطراز في المدينة، وكان ملكا لوالد بروس، كانت الدار تحمل ببساطة اسم «دار جنائز شور». وكانت في الحقيقة دارا بمعنى الكلمة، ذات عدد كبير من الغرف الخاصة بالزوجين إد وكيتي شور وأطفالهما الخمسة في الطابقين الثاني والثالث.

Unknown page