Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

Muhammad Cabd Nabi d. 1450 AH
78

Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Genres

قالت: «الحياة قصيرة للغاية. تعرفين، عندنا في الجريدة أحيانا يأتينا شخص خاض كل تلك التجربة. حاصل على شهادة في اللغة الإنجليزية، أو في الفلسفة. لا نعرف كيف عسانا أن نستفيد به؟!»

قالت لبيل: «ما يكتبونه لا يساوي نكلة. لقد أخبرتك بذلك، صحيح؟» فتطلع بيل إليها راسما ابتسامته المذعنة لها.

صمتت قليلا بعد ذلك.

ثم قالت: «وماذا تفعلين إذن للتفريج عن نفسك؟»

كانت مسرحية «عربة اسمها الرغبة» تعرض على أحد مسارح تورونتو في ذلك الوقت، فأخبرتها أنني قد ذهبت إلى هناك بالقطار لمشاهدتها بصحبة بعض الأصدقاء.

تركت ألفريدا سكينها وشوكتها يرتطمان بطبقها.

صاحت: «تلك القذارة!» برز وجهها أمام عيني فجأة، محفورا بالاشمئزاز. ثم تحدثت على نحو أهدأ ولكن ظلت على حالة من الانزعاج الخبيث . «تسافرين كل ذلك الطريق حتى تورونتو لمشاهدة تلك القذارة؟!»

أنهينا تناول الحلوى، واختار بيل تلك اللحظة ليسأل إن كنا نأذن له بالانصراف. سأل ألفريدا أولا، وبانحناءة طفيفة سألني. عاد مجددا إلى الشرفة الزجاجية، وما هي إلا برهة حتى أمكننا أن نشم رائحة دخان غليونه. بينما كانت ألفريدا تراقبه وهو يذهب، بدا أنها نسيت أمري والمسرحية كذلك. علا وجهها تعبير من الرقة الممزوجة بالوله بحيث ظننت، حين نهضت واقفة، أنها سوف تتبعه، لكنها ذهبت لإحضار سجائرها فحسب.

مدت لي يدها بالسجائر، وحين أخذت واحدة قالت في جهد متعمد لتبدو مرحة: «أرى أنك واصلت تلك العادة السيئة التي دفعتك لتبدئيها.» ربما تذكرت عندئذ أنني لم أعد بعد طفلة، وأنني لم أكن مضطرة للوجود في منزلها، وأنه لا معنى لاستعدائي. لم أكن سأجادلها؛ فلم أكن أكترث برأي ألفريدا في تينيسي وليامز أو برأيها في أي شيء آخر.

قالت ألفريدا: «أحسب أن هذا شأن يخصك أنت، يمكنك الذهاب إلى حيث تشائين.» ثم أضافت: «على كل حال، سوف تصيرين امرأة متزوجة قريبا جدا.»

Unknown page