167

Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Genres

قالت كويني: «ربما كان خاصا بأحد أصدقاء بيت قبل زواجها من أبيك. ولكن إياك أن تقولي أي شيء؛ فقد تقتلني لهذا!»

كان فراشها فارغا ولم تكن في الحمام. نزلت إلى الطابق السفلي دون أن أضيء أي مصابيح؛ لأنني لم أرغب في إيقاظ بيت. نظرت عبر النافذة الصغيرة في الباب الأمامي. كل شيء كان يلتمع بالصقيع الخفيف؛ قارعة الطريق الخشنة، رصيف المشاة، والعشب المستوي في الباحة الأمامية. تأخر هطول الجليد. أدرت مدفأة الردهة فاشتعل الفرن في الظلام وصدر عنه هديره المطمئن. كنا قد حصلنا على الفرن الذي يعمل بالزيت للتو، وقال أبي إنه ما زال يصحو في الخامسة كل صباح، ظنا منه أن هذا هو وقت نزوله إلى القبو وإشعال نيران التدفئة.

كان أبي ينام في غرفة كانت فيما سبق غرفة الخزين، بجانب المطبخ. كان لديه هناك سرير حديدي ومقعد مكسور الظهر يكوم عليه الأعداد القديمة من مجلات ناشونال جيوجرافيك، ليقرأ منها حين يجافيه النوم. كان يضيء مصباح السقف ويطفئه عن طريق سلك مربوط إلى هيكل سريره. بدا لي كل هذا النظام الخاص به أمرا طبيعيا تماما وملائما لرب المنزل، الأب. كان عليه أن ينام مثل خفير حراسة ملتحفا ببطانية خشنة وتفوح منه رائحته الخاصة التي يمتزج فيها التبغ بروائح المحركات والآلات. يظل ساهرا يقرأ حتى يسرقه النعاس من كل ساعات اليقظة والانتباه.

وعلى الرغم من ذلك، لم يسمع كويني. قال إنها في مكان ما بالمنزل بالتأكيد. «هل بحثت في الحمام؟»

قلت: «ليست هناك.» «لعلها في غرفة أمها. إحدى نوبات الهلع والفزع.»

كان أبي يسمي تلك الحالات بنوبات الهلع والفزع، كلما استيقظت زوجته بيت - أو بالأحرى عجزت عن الاستيقاظ - من حلم مروع. كانت تخرج من غرفتها بخطوات متعثرة وهي غير قادرة على أن تقول ما الذي كان يثير رعبها، فتكون كويني هي من تقودها لتعود إلى فراشها من جديد. كانت كويني تضمها إليها من ظهرها، وتصدر أصواتا مهدهدة مثل صوت جرو يلعق الحليب، ولم تكن بيت تتذكر أي شيء من هذا في الصباح.

أضأت نور المطبخ.

قلت: «لم أكن أرغب في إيقاظها. بيت.»

نظرت نحو علبة الصفيح الخاصة بالخبز، العلبة ذات القعر الصدئ التي مسحت بخرقة المطبخ أكثر من اللازم، وإلى القدور الموضوعة على الموقد، المغسولة جيدا دون أن تعاد إلى أماكنها، وإلى الشعار المعلق الذي تقدمه منتجات ألبان فيرهولم: الرب هو قلب بيتنا. بدت جميع تلك الأشياء وكأنها في انتظار بداية اليوم، وهي تجهل أن هذا اليوم نفسه قد شهد كارثة ما.

لم يكن الباب المفضي إلى الرواق الجانبي للبيت مغلقا بالرتاج.

Unknown page