159

Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Genres

أنزلت زجاج النافذة المجاورة لها بينما كانوا يعبرون فوق جسر ليونز جيت. سألته إن كان يمانع. «لا، على الإطلاق.» «دائما ما يكون هذا معنى الصيف بالنسبة إلي؛ أن أفتح النافذة وأن أسند مرفقي على حافتها وأدع النسيم يدخل، لا أظنني سوف أعتاد على مكيف الهواء أبدا.» «قد تعتادين عليه، مع درجات حرارة بعينها.»

تحلت بالصمت بقوة وعزم، حتى ظهرت أمامهما الغابة الخاصة بالمتنزه العام، حيث قد تستطيع الأشجار السامقة السميكة الجذوع أن تبتلع الحماقة والخزي. وعندئذ أفسدت كل شيء بأن تنهدت تنهيدة إعجاب مفرط. «بروسبكت بوينت.» قرأ اللافتة بصوت مسموع.

كان هناك الكثير من الأشخاص في المكان، على الرغم من أنه كان يوما من أيام العمل خلال وقت ما بعد الظهر من شهر مايو، ولم يبدأ موسم الإجازات بعد. خلال لحظة قد يعلقان على ذلك. كانت هناك سيارات مصفوفة على طول الطريق المؤدي إلى المطعم، وقد اصطف الناس على منصة مشاهدة المنظر الطبيعي من أجل التطلع من المنظار المقرب الذي يعمل بالعملة. «آها!» انتبه إلى إحدى السيارات التي تترك مكانها. أرجئت الحاجة إلى الحديث للحظة، بينما تقدم ببطء، وتراجع للخلف بالسيارة ليفسح لها مجالا، ثم يناور لصفها في البقعة الضيقة إلى حد ما. خرجا من السيارة في الوقت ذاته، دارا حولها ليلتقيا على رصيف المشاة. راح يتلفت في هذه الناحية وتلك، كما لو كان يقرر أين يسيران. كان المتنزهون يأتون ويذهبون في أي طريق يمكن رؤيته. كانت ساقاها ترتعشان، ولم يعد يسعها الاحتمال أكثر من هذا.

قالت: «خذني إلى مكان آخر.»

نظر نحو وجهها مباشرة وقال: «نعم.»

وعلى ذلك الرصيف في المنظر الطبيعي الفسيح، أخذا يتبادلان القبلات بجنون. ••• «خذني.» كان ذلك ما قالته، «خذني إلى مكان آخر.» وليس «فلنذهب إلى مكان آخر.» هذا مهم بالنسبة إليها. المجازفة، نقل السلطة. مجازفة تامة ونقل تام. كانت كلمة «لنذهب» سيكون فيها مجازفة لكنها لن تتضمن التنازل والتسليم، وهو ما كان البداية بالنسبة إليها للانزلاق الشهواني، كلما أعادت إحياء هذه اللحظة في مخيلتها. وماذا لو كان قد تنازل واستسلم هو بدوره؟ ماذا لو قال: «إلى أين؟» ما كان هذا قد أجدى نفعا كذلك؛ كان عليه أن يقول فحسب ما قاله بالفعل. كان عليه أن يقول: «نعم.»

أخذها إلى الشقة التي كان يقيم فيها، في كتسيلانو. كانت ملكا لصديق له كان مسافرا على قارب صيد، في مكان ما بعيد عن الساحل الغربي لجزيرة فانكوفر. كانت الشقة في مبنى صغير وأنيق، بارتفاع ثلاثة أو أربعة طوابق. كل ما يمكنها تذكره من ذلك المبنى هو الطوب الزجاجي حول المدخل الأمامي، وجهاز الهاي فاي الثقيل المعقد الخاص بذلك الزمن، الذي بدا كأنه قطعة الأثاث الوحيدة في غرفة المعيشة.

لو كان لها الخيار لفضلت منظرا آخر على هذا، وكان ذلك المنظر هو الذي اختارت أن تشكل في إطاره ما جرى، في ذاكرتها. فندق مكتنز من ستة أو سبعة طوابق، كان في وقت ما مكانا مسايرا للعصر، يقع في الطرف الغربي من فانكوفر. الستائر من دانتيلا قد اصفر لونها، السقوف عالية، وربما مشغولات حديدية فوق جزء من النافذة، مع شرفات زائفة أمام النوافذ. فعليا لا يوجد شيء قذر أو زري، فقط جو مهيمن لسكنى طويلة من المحن والآثام الخاصة. هناك سيكون عليها أن تعبر الردهة الصغيرة للفندق برأس منحن وذراعين تلتصقان بجانبيها، وجسدها كله ينضح بخزي فاتن. وسوف يتحدث هو إلى موظف الاستقبال بصوت خفيض ليس متباهيا، ولكنه أيضا لا يحجب غرضهما أو يعتذر عنه.

ثم دخولهما القفص العتيق الطراز للمصعد، الذي يديره رجل عجوز، أو ربما تكون امرأة عجوز، أو حتى شخص مقعد، خادم ماكر للخطيئة.

لم استدعت هذا؟ ولم أضافت ذلك المشهد؟ من أجل لحظة الانكشاف، الإحساس اللاذع بالخزي والفخر الذي استولى على جسدها وهي تسير عبر ردهة الفندق (المزعومة)، ومن أجل نبرة صوته، وما يشوبها من تكتم وسطوة وهو يتحدث إلى موظف الاستقبال بكلمات لم تتبينها تماما.

Unknown page