232

وفرض الطاعة على الخاص والعام وهذه هي رتبة الامام وفيما ذكرناه كفاية لذى الافهام (فصل وزيادة) فاما الذين ادعوا ان رسول الله صلى الله عليه واله إنما قصد بما قاله في أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير ان يؤكد ولاءه في الدين ويوجب نصرته على المسلمين وان ذلك على معنى قوله سبحانه * (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض) * التوبة وان الذي اوردناه من البيان على ان لفظة مولى يجب ان يطابق معنى ما تقدم من التقرير في الكلام وانه لا يسوغ حملها على غير ما يقتضي الامامة من الاقسام يدل على بطلان ما ادعوه في هذا الباب ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام بخامل الذكر فيحتاج ان يقف في ذلك المقام ويؤكد ولاءه على الناس بل قد كان مشهورا وفضائله ومناقبه وظهور علو رتبته وجلالته قاطعا للعذر في العلم بحاله عند الخاص والعام على ان من ذهب في تأويل الخبر الى معنى الولاء في الدين والنصرة فقوله داخل في قول من حمله على الامامة والرئاسة لأن امام العالمين يجب موالاته في الدين ويتعين نصرته على كافة المسلمين وليس من حمله على الموالاه في الدين والنصرة يدخل في قوله ما ذهبنا إليه من وجوب الامامة فكان المصير الى قولنا اولى وأما الذين غلطوا فقالوا ان السبب في ما قاله رسول الله صلى الله عليه واله في يوم الغدير إنما هو كلام جرى بين أمير المؤمنين وزيد بن حارثة فقال علي عليه السلام لزيد تقول هذا وانا مولاك فقال له زيد لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه واله فوقف يوم الغدير فقال من كنت مولاه فعلي مولاه انكارا على زيد واعلاما له ان عليا مولاه فانهم فضحهم العلم بان زيدا قتل مع جعفر بن أبي طالب عليه السلام في ارض مؤته من بلاد الشام قبل يوم غدير خم بمدة طويلة من الزمان وغدير خم إنما كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه واله بنحو ثمانين يوما وما حملهم على هذه الدعوى الا عدم معرفتهم بالسير والاخبار ولما رات الناصبة غلطها في هذه الدعوى رجعت عنها وزعمت ان الكلام كان بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين اسامة بن زيد والذي قدمناه من الحجج يبطل ما زعموه ويكذبهم فيما ادعوه ويبطله ايضا ما نقله الفريقان من ان عمر بن الخطاب قام في يوم الغدير فقال بخ بخ لك يا أبا الحسن اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ثم مدح حسان بن ثابت في الحال بالشعر المتضمن رئاسته وامامته على الانام وتصويب

--- [ 233 ]

Page 232