Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
لم صار في الحرم قال لانه لما اذن لهم في الدخول وقفهم بالباب الثاني فلما طال تضرعهم به اذن لهم بتقريب قربانهم فلما قضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه وبينهم اذن لهم بالزيارة على الطهارة قيل له فلم حرم الله الصيام ايام التشريق قال لأن القوم زاروا الله تعالى وهم في ضيافته ولا يجوز لمضيف ان يصوم اضيافه قيل فالتعلق باستار الكعبة لاي معنى هو قال مثله مثل رجل له عبد جنى جناية وذنبا فهو متعلق بثوبه ويتضرع إليه ويخضع له ان يتجاوز له عن ذنبه وروى ان الاشعار إنما هو لتحريم ظهر البدنة وان تقليدها إنما هو ليعرفها صاحبها وقال في حد الحرم ان آدم عليه السلام لما اهبط من الجنة شكا الى الله تعالى الوحشة فانزل عليه ياقوته حمراء فوضعها في موضع البيت وكان يطوف بها فكان يبلغ ضوءها موضع الاعلام يعنى اطراف الحرم وحده وذكر في علة الطواف ان الله تعالى لما قال للملائكة اني جاعل في الارض خليفة وقالت اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء واعلموا انهم قد اذنبوا لاذوا بالعرش واستغفروا الله سبعة آلاف عام قال فبنى الله عزوجل لادم عليه السلام بيتا بحذاء العرش وامره بالطواف حوله سبعة اشواط لكل الف سنة طافتها الملائكة شوط واحد (وروى) في السعي بين الصفا والمروة ان إبراهيم عليه السلام لما خلف اسماعيل وامه بمكة ومضى عطش الصبي فخرجت امه حتى قامت على الصفا وكان بينه وبين المروة شجر فقالت هل بالوادي من انيس فلم يجبها أحد فمضت حتى انتهت الى المروة فقالت هل بالوادي من انيس فلم تجب ثم رجعت الى الصفا ففعلت ذلك سبع مرات فجعل الله تعالى ذلك سنة من بعده وروى عن الصادق عليه السلام انه كان يقول ما من بقعة احب الى الله تعالى من المسعى لانه يذل فيه كل جبار وقال ان علة رمي الجمرات ان إبراهيم عليه السلام تراءى له ابليس عندها فأمره جبرائيل برميه بسبع حصيات وان يكبر مع كل حصاه ففعل وجرت بذلك السنة فهذا بعض ما ذكر في علل الحج قد اوردته مما رواه علي بن حاتم القزويني وجمعه واعلم ايدك الله ان هذه العلل المسطورة ليست بعلل موجبة وإنما منها ما هو على طريق التقريب كالتشبيه
--- [ 225 ]
Page 224