Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
قالا ما الافتراق فقل هو مباينتها فإن قال ما الحركة فقل هي ما فرغ به التحرك مكانا وشغل مكانا فإن قال ما السكون فقل هو لبث الجوهر في مكان وقتين فما زاد واعلم ان الجوهر إذا لم يكن في مكان فهو ليس بمتحرك ولا ساكن فإن قال لك ما المكان فقل هو ما احاط بالمتمكن فمكان الجوهر ستة امثاله تحيط به من جميع جهاته وصفحة العالم العليا هي مكان للعالم ولا مكان لها ولا يقال في الحقيقة انها متحركة ولا ساكنة وكذلك المستفتح الوجود من الجواهر عندنا وعند اكثر اهل النظر انه ليس بمتحرك ولا ساكن فإن قال لك ما الحي فقل من صح كونه قادرا فان قال ما القادر فقل هو من صح منه الفعل فإن قال ما العالم فقل هو من كان فعله محكما منتظما فان قال ما المريد فقل هو عند التحقيق من قطع على احد الامرين المعترضين فإن قال اتقولون ان الله تعالى مريد فقل أما على الحقيقة فلا يجوز ذلك عليه وأما على المجاز فقد يوصف به اتساعا في الالفاظ وقد وصف نفسه سبحانه بانه مريد كما وصف نفسه بانه غضبان وراض ومحب وكاره وهذه كلها صفات مجازات فإن قال فما الفائدة في قولكم ان الله تعالى مريد فقل هي حصول العلم للسامع بانه سبحانه في افعاله واوامره منزه عن صفة الساهي والعابث فإن قال فما ارادته فقل الجواب عن هذا السؤال على قسمين احدهما ارادته لما يفعله وهي الفعل المراد نفسه والاخر ارادته لما يفعله غيره وهي امره بذلك الفعل فإن قال فما غضبه فقل وجود عقابه فإن قال فما رضاه فقل وجود ثوابه فإن قال فما محبته فقل هي على قسمين احدهما ان يحب المؤمن بمعنى يحسن إليه ويثيبه والاخر انه يحبب الطاعة بمعنى يامر بها فإن قال فما كراهته فقل هي بالضد من ذلك فان قال ما المتكلم فقل هو من فعل كلاما فإن قال ما الكلام فقل هو الاصوات المنتظمة انتظاما يدل على معان فإن قال ما الخبر فقل هو ما امكن فيه الصدق والكذب فإن قال ما الصدق فقل هو الاخبار عن الشئ بما هو به فإن قال ما الكذب فقل هو الاخبار عن الشئ بخلاف ما هو به فإن قال ما الحق فقل ما هو عقد معتقده البرهان فإن قال ما الباطل فقل هو ما خذل معتقده البيان فإن قال ما الصحيح فقل هو الحق بعينه فإن قال ما الفاسد فقل هو الباطل بعينه فإن قال ما العقل فقل هو عرض يحل الحي يفرق بين الحسن والقبح ويصح بوجوده عليه التكليف فإن قال ما الحسن فقل هو ما كان للعقول ملائما فإن قال ما القبح فقل هو ما كان لها منافرا فإن قال ما العلم فقل هو اعتقاد الشئ على ما هو به مع سكون النفس الى المعتقد فإن قال ما الجهل فقل هو اعتقاد الشئ على خلاف ما هو عليه فإن قال ما المعرفة فقل هي العلم بعينه فإن قال ما النظر فقل هو استعمال العقل في الوصول الى معرفة الغائب باعتبار دلالة الحاضر فإن قال ما الدليل فقل هو المعتبر في ادراك ما طلبت النفس ادراكه فإن قال ما الحجة فقل هي الدليل بعينه
--- [ 147 ]
Page 146