Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
واوضح العالمين حجة وبرهانا الذي كان سبقه الى الدخول في الاسلام وكونه بعد الرسول الحجة على الانام مشابها لخلق آدم عليه السلام في وجود الخليفة قبل المستخلف عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ذي الفضائل والمناقب ولعنه الله على باغضيه ومنكري فضله وحاسديه هذا (مختصر جمعت لاخواني) فيه من الكلام في اسلام أمير المؤمنين عليه السلام ما يجب الانتهاء إليه والاعتماد في المسألة عليه (فصل يجب ان يقدم القول بان أمير المؤمنين صلوات الله عليه واله وسلم اسلم) اعلموا ايدكم الله ان المخالفين لشدة عداوتهم لامير المؤمنين القوا بشبهة تموهوا بها على المستضعفين وجعلوا لها طريقا يسلكها من يروم نفي الاسلام عن امير المؤمنين عليه السلام وذلك انهم قالوا إنما يصح الاسلام ممن كان كافرا فاما من لم يك قط ذا كفر ولا ضلال فلا يجوز ان يقال انه اسلم وإذا كان علي بن أبي طالب عليه السلام لم يكفر قط فلا يصح القول بانه اسلم وهذا ملعنة من النصاب لا تخفي على اولي الالباب يتشبثون بها الى القدح في أمير المؤمنين عليه السلام والراحة من ان يسمعوا القول بانه اسلم قبل سائر الناس وقد تعدتهم هذه الشبهة فصارت في مستضعفي الشيعة ومن لا خبرة له بالنظر والادلة حتى اني رايت جماعة منهم يقولون هذا المقال ويستعظمون القول بان أمير المؤمنين عليه السلام اسلم اتم استعظام وقد نبهتهم على ان هذه الشبهة مدسوسة عليهم وان اعداءهم القوها بينهم فمنهم من قبل ما اقول ومنهم من اصر على ما يقول وقد كنت اجتمعت باحد الناصرين لهذه الشبهة من الشيعة فقلت له اتقول ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مسلم فقال لا يسعني غير ذلك فقلت له افتقول انه يكون مسلما من لم يسلم فقال ان قلت بانه اسلم لزمني الاقرار بانه قبل اسلامه لم يكن مسلما ولكني اقول انه ولد مسلما مؤمنا فقلت هذا كقولك انه ولد حيا وقادرا وهو يؤديك الى ان الله تعالى خلق فيه الاسلام والايمان كما خلق فيه القدرة والحياة ويدخل بك في مذهب أهل الجبر ويبطل عليك القول بفضيلة أمير المؤمنين عليه السلام في الاسلام وما يستحق عليه من الاجر فاختر لنفسك أما القول بان اسلامه وايمانه فعل الله سبحانه وانه ولد مسلما ومؤمنا وان ساقك الى ما ذكرناه وأما القول بان الله تعالى اوجده حيا قادرا ثم آتاه عقلا وكلفه بعد هذا فاطاع وفعل ما أمر به بما يستحق جزيل الاجر على فعله فاسلامه وايمانه من افعاله الواقعة بحسب قصده وايثاره وان اداك في وجوده قبل فعله الى ما وصفناه فحيره هذا الكلام ولم يجد فيه حيلة من جواب ومما يجب ان يكلم به في هذه المسألة أهل الخلاف ان يقال لهم لم زعمتم انه لم يسلم إلا من كان كافرا فإن قالوا لأن من صح منه
--- [ 119 ]
Page 118