Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
بالتقليد في الاعتقاد وان يسلك طريق التأمل والاعتبار ولا يكون نظره لنفسه في دينه اقل من نظره لنفسه في دنياه فانه في امور الدنيا يحتاط ويحترز ويفكر ويتامل ويعتبر بذهنه ويستدل بعقله فيجب ان يكون في أمر دينه على اضعاف هذه الحال فالغرر في أمر الدين اعظم من الغرر في أمر الدنيا فيجب ان لا يعتقد في العقليات إلا ما يصح عنده حقه ولا يسلم في السمعيات إلا لمن ثبت له صدقه نسئل الله حسن التوفيق برحمته وإلا يحرمنا ثواب المجتهدين في طاعته قد اثبت لك يا اخي ايدك الله ما سئلت واقتصرت وما اطلت والذي ذكرت اصل لما تركت والحمد لله وصلواته على سيدنا محمد رسوله وآله وسلم (فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين صلى الله عليه) روى المحدثون وسطر المصنفون ان أبا طالب بن عبد المطلب بن هاشم وامراته فاطمة بنت اسد بن هاشم رضوان الله عليهما لما كفلا سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله استبشرا بغرته واستسعدا بطلعته واتخذاه ولدا لانهما لم يكونا رزقا من الولد احدا ثم انه نشا عليه السلام اشرف نشوء واحسنه وافضله وايمنه فراى فاطمة ورغبتها في طلب الولد وقربانها وقتا بعد وقت فقال لها يا امه اجعلي قربانك لوجه الله تعالى خالصا ولا تشركي معه احدا فانه يرضاه منك ويتقبله ويعطيك طلبتك ويعجله فامتثلت فاطمة امره وقبلت قوله وقربت قربانا مضاعفا وجعلته لله تعالى خالصا وسالته ان يرزقها ولدا صالحا ذكرا فأجاب الله عزوجل دعاها وبلغها مناها ورزقها من الاولاد خمسة عقيلا ثم طالبا ثم جعفرا ثم عليا ثم اختهم فاخته المعروفة بام هاني فمما جاء من حديثها قبل ان ترزق اولادها انها جلست يوما تتحدث مع عجائز العرب والفواطم من قريش منهن فاطمة ابنة عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم جدة رسول الله صلى الله عليه واله لابيه وفاطمة ابنه زائدة بن الاصم وهي ام خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنه عبد الله رزام وفاطمة ابنه الحارث بن عكرشة وتمام الفواطم التي انتمى اليهن رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة ام قصي وهي ابنه نضر فانهن لجلوس إذ اقبل رسول الله بنوره الباهر وسعده الظاهر وقد تبعه بعض الكهان ينظر إليه ويطيل فراسته فيه الى ان اتى اليهن فسئلهن عنه فقلن هذا محمد ذو الشرف الباذخ والفضل الشامخ فاخبرهن الكاهن بما يعلمه من رفيع قدره وبشرهن بما سيكون من مستقبل امره وانه سيبعث نبيا وينال منالا عليا وقال ان التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولدا يكون عنصره من عنصره يختصه بسره وبصحبته ويحبوه بمصافاته واخوته فقالت له فاطمة ابنه اسد
--- [ 116 ]
Page 115