Kanz al-durar wa gamiʿ al-gurar
كنز الدرر و جامع الغرر
Publisher
عيسى البابي الحلبي
Genres
بين يدى الله، أو قال ربّها، فتستأذن فى الرجوع فيأذن لها، أخرجاه فى الصحيحين.
وأخرج البيهقى عن ابن عمر بمعناه، وفيه: نظر النبىّ ﷺ إلى الشمس قد غابت، فقال: فى عين الله الحامية، لولا ما يزعها من أمر الله لأهلكت ما على وجه الأرض، ومعنى يزعها: يكفّها ويردّها.
ومنه قول الحسن البصرى: لا بدّ للناس من وزعة (٤١) ولأنّ ما نزع الله بالسلطان أكثر مما نزع بالقرآن، ومعنى الحديث أنّ النبىّ ﷺ أخبر عن مغيبها فى النار الحامية لا أنّه دعا عليها.
وأمّا فى الأخبار الواهية، (١) فقال عن أبى أمامة قال: قال رسول الله ﷺ:
قد وكل الله بالشمس سبعة أملاك يقذفونها بالثلج ولولا ذلك ما أتت على شئ إلاّ أحرقته، وسنّة عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: الشمس والقمر ثوران عقيران فى النار، وفى رواية: يؤتى بهما يوم القيامة فيكوّران فى النار، والعقير المجروح، ومنها ما ذكره الطبرى ﵀ عن ابن عبّاس عن عكرمة (٢) قال: كنت جالسا عنده إذ جاءه رجل فقال: يا ابن عبّاس سمعت كعب الأحبار يقول: إنّ الشمس والقمر يكوّران يوم القيامة ويلقيان فى النار، وكان ابن عبّاس متكئا فجلس واجتمع وقال: كذب كعب لمسائل هى يهوديّة يريد إدخالها فى الإسلام، الله أجلّ وأكرم أن يعذّب على طاعته، ألم تسمع إلى قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ»﴾ (٣)، أى: طائعين، فكيف يعذّب من أثنى عليه؟ ثم قال:
ألا أحدّثكم ما سمعت من رسول الله ﷺ يقول: إن الله لما أبرم خلقه غير آدم خلق شمسين من نور عرشه، فأمّا ما كان فى سابق علمه أن يدعها شمسا فإنّه خلقها
_________
(١) قارن فيض القدير ٦/ ٣٦٣ رقم ٩٦٢٩
(٢) قارن قصص الأنبياء ١٢؛ الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٢٢٧؛ فيض القدير ٤/ ١٧٧ رقم ٤٩٤٨ و٤٩٤٩
(٣) القرآن الكريم ١٤/ ٣٣
1 / 45