160

Al-Kanz al-Akbar min al-Amr biʾl-Maʿrūf waʾl-Nahy ʿan al-Munkar li-Ibn Dāwūd al-Ḥanbalī

الكنز الأكبر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن داود الحنبلي

Editor

د. مصطفى عثمان صميدة، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالقاهرة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م.

Publisher Location

بيروت

فصل- (٤٣): من أخص أوصاف المنافقين الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف وأن من أمارات الساعة فساد المسلمين بإمرتهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف:
قد سبق في أوائل هذا الباب -الكلام على قوله -تعال-: ﴿المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ...﴾ وأن الله -تعالى- وصفهم بضد أوصاف المؤمنين. فكما أن من صفات المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكذلك المنافقون يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف.
قال بعض المفسرين -عند قوله -تعالى- ﴿الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل﴾ يعني يقعلون المنكر ويأمرون به.
وروى أبو يعلى الموصلي- بإسناد جيد عن رجل من خثعم (قال: أتيت رسول الله ﷺ وهو في نفر من أصحابه- فقلت: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟ قال: نعم. قلت يا رسول الله- أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الإيمان بالله. قلت: ثم مه؟ قال: صلة الرحم.
قال، قلت: يا رسول الله- أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: الإشراك بالله: قال: قلت: يا رسول الله- ثم مه؟ قال: ثم قطيعة الرحم. قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال: ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف".
وقد تقدم حديث أبي أمامة ﵁ من رواية (ابن أبي الدنيا أن النبي ﷺ قال: (كيف أنتم إذا طغى نساؤكم، وفسق شبابكم، وتركتم جهادكم؟ قالوا: وإن ذلك كائن يا رسول الله؟ قال: نعم والذي نفسي بيده وأشد منه).
قالوا: وما أشد منه يا رسول الله؟ قال: كيف أنتم إذا لم تأمروا بمعروف ولم تنهوا عن منكر؟ قالوا: أكائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم والذي نفسي بيده وأشد منه- قالوا: وما أشد منه- يا رسول الله؟ قال: كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا؟ قالوا. وكائن ذلك يا رسول الله؟ قال نعم، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون. قالوا: وما أشد منه يا رسول الله؟ قال كيف أنتم إذا أمرنم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قالوا وكائن ذلك يا

1 / 174