Kanisat Antakiya
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Genres
والأنبياء والمعلمون في نظر بولس غير الناطقين بالألسنة، فالذي كان ينطق بالألسنة كان لا يكلم الناس بل الله، أما الذي تنبأ فإنه كلم الناس كلام بنيان وموعظة وتعزية،
7
وبعض هؤلاء في نظر كاتب سفر الأعمال أنبياء ينبئون بما سيقع من حوادث، فإن أغابيوس أنبأ بالروح أن ستكون مجاعة شديدة في جميع المسكونة، فوقع ذلك في أيام كلوديوس.
8
وليس في المراجع الأولية ما يخولنا تحديد صلاحيات هؤلاء الأنبياء، أو يمكننا من القول بأنهم حازوا درجة معينة من درجات الكهنوت، فاهتمام صاحب الذيذاخة بهم واعترافه بحقهم في أخذ باكورة المواسم، وفي دعوة المؤمنين إلى الاجتماع والتمتع بلقب «رئيس الكهنة »؛
9
لا يكفي وحده لجعلهم رؤساء الكنائس وأصحاب السلطة فيها؛ فإن ظروف التبشير والوعظ في القرن الأول قضت بتسهيل مهمة الأنبياء، ولا سيما وأن معظمهم كان متجولا غريبا لا يملك ما يعتاش به، ولا يمارس مهنة تدر عليه بالمال اللازم لقضاء حاجاته.
10
أما المعلمون
Dedascales ، فإنهم كانوا يقومون فيما يظهر بالعمل نفسه الذي قام به الأنبياء؛ أي التبشير والإرشاد. والفرق بين الاثنين نشأ عن مصدر الوعظ، فالأنبياء اعتمدوا الوحي، والمعلمون اجتهدوا اجتهادا.
Unknown page