Kanisat Antakiya
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Genres
64
الفصل الثالث
البدع والفرق والهرطقة في القرن الأول
سيمون الساحر
وظهرت البدع في عصر الرسل أنفسهم، فإنه جاء في الفصل الثامن من سفر الأعمال أن سيمون الساحر السامري تنصر واعتمد، وأراد أن يشتري موهبة الروح القدس بالمال، فزجره بطرس الرسول وطرده: «وانحدر فيلبس إلى مدينة السامرة، وجعل يكرز لهم بالمسيح، وكان قبلا رجل اسمه سيمون يسحر في المدينة، ويدهش شعب السامرة مدعيا أنه شخص عظيم، فأصغوا إليه من صغيرهم إلى كبيرهم، قائلين: هذا هو قوة الله التي تدعى عظيمة. وإنما أصغوا إليه لأنه كان منذ زمان كثير يخلبهم بسحره، فلما آمنوا بما كان فيلبس يبشرهم به من ملكوت واسم يسوع المسيح اعتمدوا رجالهم ونساؤهم، وسيمون أيضا آمن واعتمد ولزم فيلبس، وإذ عاين ما كان يجرى من القوات والآيات دهش، ولما سمع الرسل الذين في أوروشليم أن أهل السامرة قد قبلوا كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا، فانحدرا وصليا من أجلهم لكي ينالوا الروح القدس؛ لأنه لم يكن قد حل على أحد منهم، سوى أنهم كانوا قد اعتمدوا باسم الرب يسوع، فلما رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يعطى الروح القدس، عرض عليهما نقودا قائلا: أعطياني أنا أيضا هذا السلطان؛ حتى ينال الروح القدس كل من أضع يدي عليه. فقال له بطرس: لتذهب فضتك معك إلى الهلاك؛ لأنك ظننت أن موهبة الله تقتنى بالنقود، فلا حصة لك ولا نصيب في هذا الأمر؛ لأن قلبك غير مستقيم أمام الله، فتب من شرك هذا وتوسل إلى الرب، عسى أن يغفر لك وهم قلبك، فإني أراك في مرارة العلقم ورباط المعصية. فأجاب سيمون: توسلا أنتما إلى الرب من أجلي؛ لئلا يصيبني شيء مما ذكرتما.» ومما جاء في بعض المراجع أن سيمون انطلق بعد هذا إلى رومة فعظم شأنه، وهو قول ضعيف؛ لأنه مأخوذ عن نصوص غير معترف بصحتها كسفر أعمال بطرس ورسالة الرسل وغيرهما من كتب الأبوقريفة.
ويقول القديس يوستينوس الذي انتسب إلى منطقة السامريين إن أتباع سيمون كانوا كثرا، وإنهم اعتبروه الإله الأعلى، وأشركوا معه إنوية
Ennoia
الفكر الذي انبثق عنه، فتجسد في امرأة اسمها هيلانة،
1
ومما جاء في الدفاع ضد الهرطقة للقديس إيريناوس أن سيمون قال بإله ذكر أعلى
Unknown page