Kamil Munir
الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)
Genres
فإن زعمتم أنه فسخ طاعة عمرو فمن فسخ طاعة أسامة بن زيد(3) إذ ولاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جيشا في ذلك الجيش أبو بكر وعمر، وأمرهما بالخروج معه بالخروج معه وهو في سكرات الموت(1)!، وكان آخر قوله عليه وآله السلام:((أنفذوا جيش أسامة))(2).
ففي هذا بيان لمن فهم وعقل، وأنه لا بد للجيش من أمير ينفذه؛
لأنه لم يقل ((أنفذوا)) إلا لمنفذ يأمر بإنفاذ ما أمر به(3).
[في النهي عن الاختلاف، وبطلان حديث:((أصحابي كالنجوم))]:
وقد زعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك الوصية التي افترض الله عليه، وترك إقامة ولي الأمر الذي أمر الله الخلق برد ما اختلفوا فيه إليه الذي يستنبط العلم من عنده.
وزعموا أنه ترك الأمة حيارى يعمهون بلا دليل، لا يعلمون خلال نازلة من حرامها من بعده حتى اضطرهم ذلك إلى إكذاب قوله الذي عقدت عليه قلوبهم، وأفصحت به ألسنتهم؛ إذ يقول تبارك وتعالى:{ما فرطنا في الكتاب من شيء}[الأنعام/38]، وفيه تبيان لكل شيء.
Page 87