وإن القبائل العربية - في السابق -لم تتوحد مع بعضها على أساس أنها كلها عرب، ولا توحدت تلك القبائل مع مواليها ومن ساكنها في الجزيرة على أساس الإنسانية، أو على أي أساس آخر، إنما توحدوا بنعمة الله، وعلى أساس الإسلام الداعي لإقامة الدولة العالمية التي تحكم العائلة البشرية كلها، وفق المنظومة الحقوقية الإلهية.
ومن نافلة القول أن نذكر بأن هذه المنظومة بينت كل شيء على الإطلاق في الماضي والحاضر والمستقبل، بالحال والمآل، وبينت القيادة السياسية والمرجعية من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اعتبار أنها أهم الأشياء، وأعلن المسلمون تمسكهم، وإصرارهم وحرصهم عليه في هذا الوقت بالذات أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خير فاختار ما عند الله، وأنه دعي للموت فأجاب لما فرض الله على عليه من إبلاغ رسالاته فقال:{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته والله يعصمك من الناس}[المائدة/67].
فقال صلى الله عليه وآله وسلم ((أيها الناس! إنه نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعش نبي قط إلا نصف عمر النبي الذي يليه ممن قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإنكم مسؤولون هل أبلغتكم ما أرسلت به إليكم، فماذا أنتم قائلون؟))(1).
قالوا: والله لقد بلغت ونصحت فجزاك الله عنا أفضل الجزاء ما يجزى نبي عن أمته.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((أتشهدون أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث بعد الموت حق؟)).
Page 6