الولاء والبراء في مذهب أهل البيت عليهم السلام ذكرنا أن الولاء والبراء تعد مسألة أصولية مندرجة تحت مسألة الإمامة التي هي من أهم أبواب أصول الدين؛ إذ أن مسألة الولاء والبراء لها القيمة السامية في بناء الشخصية الذاتية لكل فرد مسلم، كما أن لها الأهمية الكبرى في بناء المجتمع المسلم، فإن ملامح التاريخ والسير توضح مكانة أشخاص معلومة في مجتمع أو دولة إسلامية ما، وفي صفحات التاريخ الإسلامي تذكر المآسي والحوادث الجسام، والنوازل العظام، التي كانت بداية إشعال نار الفتن، وإرساء قواعد المحن، فمزقت الأمة، وجعلت الناس طرائق قددا، ومذاهب شتى، علماء شيعة، وعلماء سنة، وعلماء معتزلة، و..، و..، كل مذهب منهم يعلن ولاءه لصاحبه، كما يعلن براءته من عادا وليه. فكان أول ما ذكر من هذه الحوادث الإسلامية: حادثة السقيفة (سقيفة بني ساعدة)، وما جرى فيها من الأمور الجسمية من تصارع حاد على مركز الخلافة بين المهاجرين والأنصار، مما أدى إلى المنازعة والجرح والطعن فيما بينهم، فهذا سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر ولا صلى بصلاته، وهذا زيد بن حارثة كذلك لم يبايع ولم يقبل صلاة له، وهذا عمر يصرح بأن بيعته فلتة، وهذه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصارع أبا بكر وعمر حقها مما أوهبها أياه أباها المصطفى صلوات الله عليهما، وهذا عثمان يولي أهله ويرد من طرده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، و.. و..
فكان كبار الصحابة يطعنون في تولي وخلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعدم اعتبارهم أهلا لها، وأيضا فإن الشيعة قد انتهجوا نهج كبار الصحابة في طعنهم على هؤلاء المشائخ الثلاثة، كما هو ملاحظ من كتبهم وعلومهم الدينية.
فمن ذلك قول الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام في ((الكامل المنير)):
((وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم أن الشيعة طعنت على أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وجميع المهاجرين والأنصار .
Page 24