406

Al-Kāmil fī al-lugha waʾl-adab

الكامل في للغة والأدب

Editor

محمد أبو الفضل إبراهيم

Publisher

دار الفكر العربي

Edition

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

القاهرة

وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ﵃ إنّي لأسارع إلى حاجة عدّوي خوفًا من أن أردّه فيستغني عنّي.
وقال رجلٌ من العرب: ما رددت رجلًا عن حاجة فولّى عنّي إلا رأيت الغنى في قفاه. وقال عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: ما رأيت أحدًا أسعفته في حاجة إلا أضاء مابينى وبينه، ولا رأيت رجلا رددته عن حاجة إلاّ أظلم ما بيني وبينه.
وقال عمر بن الخطاب ﵁: " من يئس من شيْ استغنى عنه. وقال عبد الله بن همّام السّلوليّ:
فأحلف وأتلف إنما المال عارةٌ ... فكله مع الدّهر الذي هو آكله
فأهون مفقود وأيسر هالك ... على الحيّ من لا يبلغ الحيّ نائله
عارةٌ، أي معارٌ، ووزنه "فعلةٌ".
وقال أحد المحدثين١، وليس من هذا الباب ولكنّا ذكرناه في الإعارة:
أعارك ماله لتقوم فيه ... بطاعته وتعرف فضل حقّه
فلم تشكره نعمته ولكن ... قريت على معاصيه برزقه
تجاهره بها عوداٌ وبدءاٌ ... وتستخفي بها من شرّ خلقه
وقال جريرٌ:
وإني لأستحيي أخي أن أرى له ... علي من الحق الذي لا يرى ليا
هذا بيتٌ يحمله قومٌ على خلاف معناه، وإنما تأويله: إني لأستحيي أخي ان يكون له عليّ فضل ولا يكون لي عليه فضل زمني إليه مكافأةٌ، فأستحيي أن أرى له عليّ حقًا لما فعل إليّ، ولا أفعل إليه ما يكون لي به عليه حقٌّ. وهذا من مذاهب الكرام، وممّا تأخذ له أنفسها.

١ زيادات ر: "هو محمود الوراق".

2 / 102