405

Al-Kāmil fī al-lugha waʾl-adab

الكامل في للغة والأدب

Editor

محمد أبو الفضل إبراهيم

Publisher

دار الفكر العربي

Edition

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

القاهرة

لا تقرب، وأحميت الحديد أحميه إحماءً، وحميت أنفي محميةً يا فتى، إذا أنت أبيت الضّيم. وصحابٌ: جمع صاحب، وقد يقال: هو جمع صحب، كما تقول: تاجرٌ وتجرٌ، وراكبٌ وركبٌ، ونحو ذلك، ثم تجمع صحبًا على أصحاب، كقولك: كلبٌ وفرخٌ وفراخٌ، فهذا مذهب حسنٌ، ومن قال: هو جمع صاحب، فنظيره قائم وقيامٌ، وتاجرٌ وتجارٌ.
وقوله: "لها عاندٌ ينفي الحصا"، يعني الدّم، يقال: عند العرق، إذا خرج الدّم منه بحدّة. ينفي الحصا، يعني الدّم بشدة جريه، كما قال:
مسحسحةٍ تنفي الحصا عن طريقها ... [يقطع أحشاء الرّعيب انتثارها] ١
يعني: طعنة.
وقال آخر في صفة طعنة:
ومستنّةٍ كاستنان الخرو ... ف قد قطع الحبل بالمرود
والخروف هاهنا إنما هو الفلوّ الصّغير.
وقوله:
وأكرم كريمًا إن أتاك لحاجة ... لعاقبةٍ إنّ العضاه تروّح
يقول: الشجر يصيبه النّدى في آخر الصّيف فينشأ له ورق، فيقول: لعلّك تحتاج إلى هذا الكريم وقد قدر.
ومثله:
ولاتهين الكريم علّك ان ... تركع يومًا والدّهر قد رفعه
أراد "ولا تهينن" بالنون الخفيفة، فحذفها لالتقاء الساكنين، وهذا الحكم فيها.
ومثله في المعنى قول عبّاد بن عبّاد بن حبيب بن المهلب:
إذا خلةٌ نابت صديقك فاغتنم ... مرمّتها فالدهر بالناس قلّب
وبادر بمعروفٍ إذا كنت قادرًا ... زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب
[زوال، مفعولٌ ل "بادر". قاله ش] ومثل هذا كثير.

١ مابين العلامتين س، زيادات ر.

2 / 101