Kalima Cala Riyad Basha
كلمة على رياض باشا: وصفحة من تاريخ مصر الحديث تتضمن خلاصة حياته
Genres
وخامسا هذا الذي نحن معه
أراني أطلت في المقال، ولكن رياضا - كما قلت لكم - هو عبارة عن صحيفة كبيرة في تاريخ مصر الحديثة. وإنني وايم الله قد أغفلت كثيرا من مناقب الفقيد التي لا تفي بها إلا المجلدات الضخام.
ولو كان رياض في غير هذه البلاد لأقام الناس له تمثالا، كما أقام أهل نوبار، لنوبار. وما هو أحق منه بهذا الأثر المادي الذي يحدث الأجيال بفضل الرجال، ويتحدى الأبناء والأحفاد على التفاني في خدمة البلاد.
فهل يكون لهذا الصوت من صدى؟ وهل في البلد رجال يجيبون الندا؟ أم هل يذهب رياض هو أيضا سدى، مثل الغطاريف الذين سبقوه إلى عالم الردى؟ كلا ثم كلا إنني أمني النفس (والأماني لذة العيش) أن في السويداء رجالا وأن القوم سيتبارون كلهم عن بكرة أبيهم في تخليد أثر ذلك الذي وقف حياته على خدمتهم أجمعين.
فرجل كرياض، والرجال قليل، في بلد كمصر، عهده بالحرية قريب.
فرجل كرياض، يفاخر به النيل، ويحق له الفخر، في هذا العصر الجديد.
فرجل كرياض، نبغ في عهد إسماعيل، وامتاز في ذلك الدور، بالشكيمة والأثر الحميد.
فرجل كرياض، خدم هذا الجيل، إلى أن دخل القبر، وهو قدوة الشبان والشيب.
رجل مثل رياض، وأرجو أن يكون رياض مثالا لكل رجل.
لا يكفينا أن نرى قومه وأهله يقيمون له حفلة تتلوها الأخرى وتعززها الثالثة؛ بل ينبغي لهذه الأمة الناهضة أن يتضافر أفرادها على تخليد ذكراه، ليكون من موته له ولها حياة!
Unknown page