السلام ينزل (1) كل ليلة قدر مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهى، وليس فيها ملك إلا قد أعطي الرأفة والرحمة للمؤمنين.
فينزلون مع جبريل في ليلة القدر حين تغرب الشمس فلا تبقى في ليلة القدر بقعة إلا وعليها ملك إما ساجد وإما قائم يدعون للمؤمنين والمؤمنات، إلا أن يكون كنيسة، أو بيعة، أو بيت نار أو وثن، أو بعض أماكنهم هذه / التي يطرحون فيها الخبث، أو بيت سكران، أو بيت فيه مسكر، أو بيت فيه وثن منصوب (2) ، أو بيت فيه جرس معلق أو مبولة، أو بيت فيه كساحة البيت، ولا يزالون في تلك الليلة يدعون للمؤمنين ويستغفرون لهم، وجبريل لا يدع أحدا من الناس إلا صافحه، وعلامة ذلك أن من رق قلبه واقشعر جلده ودمعت عيناه فإن ذلك من مصافحة جبريل.
وذكر كعب أن من قال: لا إله إلا الله ليلة القدر ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه بواحدة، ونجا من النار بواحدة، وأدخله الجنة بواحدة، فقلنا لكعب الأحبار: يا أبا إسحاق صادق؟ فقال كعب: وهل يقول لا إله إلا الله في ليلة القدر إلا رجل صادق (3) ، والذي نفسي بيده، إن ليلة القدر لتثقل على الكافر والمنافق كأنما على ظهره جبل.
فلا تزال الملائكة هكذا حتى يطلع الفجر، فأول من يصعد جبريل حتى يكون في الوجه الأعلى من الشمس حتى يبسط جناحه، وله جناحان أخضران
Page 115