11 - حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا المحاربي، عن مطرح، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة (ق77أ) قال: استطال أبو بكر ذات يوم على عمر فقام عمر مغضبا، فقام أبو بكر فأخذ بطرف ثوبه فجعل يقول: ارض عني، واعف عني، عفا الله عنك، حتى دخل عمر الدار، وأغلق الدار دون أبي بكر ولم يكلمه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب لأبي بكر فلما صلى الظهر جاء عمر فجلس بين يديه فصرف النبي صلى الله عليه وسلم وجهه عنه فتحول يمينا فصرف وجهه عنه، ثم تحول عن يساره فصرف وجهه عنه، فلما رأى ذلك ارتعد وبكى، ثم قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أرى إعراضك عني وقد علمت أنك لم تفعل هذا إلا لأمر قد بلغك عني موجدة علي في نفسك وما خير حياتي وأنت علي ساخط، والذي بعثك بالحق ما أحب أن أبقى في الدنيا وأنت علي ساخط، وفي نفسك علي شيء، فقال أنت القائل لأبي بكر كذا وكذا ثم يعتذر إليك فلا تقبل منه، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله جل وعز بعثني إليكم جميعا فقلتم كذبت، وقال صاحبي: صدقت، فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ثلاثا، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا، وتحمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حمر، فقام أبو بكر فقال والله لأنا بدأته ولأنا كنت أظلم، فأقبل عمر على أبي بكر فقال: ارض عني رضي الله عنك، فقال أبو بكر: يغفر الله لك، فذهب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبه.
Page 11