9-
أنشدنا الإمام العالم عز الدين محمد بن عمر عرف بابن البغدادي الفارقي وقد حبس في مدينة القاهرة مع الروميين:
لما رأتني بالحديد مقيدا أجرت ... على الورق للجين العسجدا
وغدت تقول وقد رأتني عاريا ... ورأت وقد ألصقت بالكبد اليدا
ما إن نهيتك قبلها عن مثلها ... وتنهدت فأجبتها منتهدا
لا تقنطي فالله يعقب رحمة ... من بعد هذا البؤس عيشا أرغدا
[ص: 42]
لا عار في عريي فديتك فاكففي ... فالسيف أحسن ما يرى متجردا
إن سرت في خلق الثياب فإنني ... ما زال صدري في الخطوب مجددا
فقد ارتدت بالقار وهي حياتنا ... في حبسها الصهباء ثوبا أسودا
صبرت فأعقبها رداء أبيضا ... حسنا وخولها الموالي أعبدا
برزت فأضحى ساجدا لكؤوسها ... من كان يكبر وجهه أن يسجدا
فتثبتي يا هذه لا تجزعي ... فلأركبن إلى مأربك العدا
لا أشتكي شكوى الجزوع زمانه ... ما إن جنى زمني علي ولا اعتدا
لكنه لما رآني قاطعا كالسيف ... صيرني بحبسي مغمدا
Unknown page