3- قرأت على الشيخ الزاهد أبي طاهر جعفر بن أبي بكر محمد بن الفضل القرشي العباداني بالبصرة في بني عدي رحمه الله، ثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن البختري المادرائي، ثنا أبو الحسن علي بن حرب الطائي، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: وقع بين الأوس والخزرج كلام حتى تناول بعضهم بعضا، فأتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبر فأتاهم فاحتبس عندهم فأذن بلال وتقدم أبو بكر رضي الله عنهما فالتفت أبو بكر فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أمكث مكانك فرفع أبو بكر رأسه إلى السماء ونكص القهقرى وتقدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصلى بالناس فلما قضى الصلاة قال: ((يا أبا بكر ما منعك أن تثبت مكانك؟)) قال: ما كان الله عز وجل -ليرى ابن أبي قحافة بين يدي رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم- وقال النبي صلى الله وعلى آله وسلم: ((من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله)). أحسبه قال: ((فإنما التسبيح للرجال والتصفيق للنساء)).
صحيح على شرط البخاري ومسلم جميعا فالبخاري أخرجه في صحيحه عن علي بن المديني، عن ابن عيينة، ومسلم أورده في صحيحه #19# عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير، و[عمرو الناقد]، جميعا عن ابن عيينة في عدة طرق، أخرجاه من حديث أبي حازم سواه.
وكان الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل قد سمع من ابن عيينة أحاديث كثيرة وفاته هذا الحديث عنه فلم يسمعه وهو من السباعيات الصحاح الجياد كان ابن عيينة يسأل عنه لعزته وعلوه وجودته رزقته عاليا من حديثه. وأبو حازم اسمه سلمة بن دينار الأشجعي مولى لا صليبا الأعرج الأفزر القاص من عباد أهل المدينة وزهادهم.
Page 18