8-
أخبرنا أحمد حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يزيد أخبرنا جرير بن حازم أخبرنا زياد بن أبي زياد المديني مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بعثه إلى عمر بن عبد العزيز في حوائج له قال فدخلت عليه وعنده كاتب يكتب فقلت السلام عليكم فقال وعليكم السلام ثم انتبهت فقلت السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله فقال يا ابن أبي زياد لسنا ننكر الأولى التي قلت والكاتب يقرأ عليه مظالم جاءت من البصرة فقال لي اجلس فجلست على أسكفة الباب وهو يقرأ عليه وعمر يتنفس الصعداء فلما فرغ أخرج من كان في البيت حتى وصيفا كان فيه ثم قام يمشي إلي حتى جلس بين يدي ووضع يداه على ركبتي , ثم قال: يا ابن أبي زياد استدفأت في مدرعتك هذه قال وعلي مدرعة واسترحت مما نحن فيه ثم سألني عن صلحاء أهل المدينة رجالهم ونسائهم فما ترك منهم أحدا إلا سألني عنه وسألني عن أمور كان قد أمر بها بالمدينة فأخبرته , ثم قال لي يا ابن أبي زياد ألا ترى ما وقعت فيه قال
[ص: 166]
قلت أبشر يا أمير المؤمنين إني لأرجو لك خيرا قال هيهات هيهات قال ثم بكى حتى جعلت أرثي له قال قلت يا أمير المؤمنين بعض ما تصنع فإني أرجو لك الخير قال هيهات هيهات أشتم ولا أشتم أضرب ولا أضرب أوذي ولا أوذى ثم بكى حتى جعلت أرثي له قال فما قمت حتى قضى حوائجي وكتب إلى مولاي يسأله أن يبيعني منه ثم أخرج من تحت فراشه عشرون دينارا فقال استعن بهذه فإنه لو كان لك في الفيء حق أعطيناك حقك إنما أنت عبد فأبيت أن آخذها فقال إنما هي نفقتي فلم يزل بي حتى أخذتها وكتب إلى مولاي يسأله أن يبيعني فأبى وأعتقني.
Unknown page