حديث ثعلبة بن عبد الرحمن
4-
حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني حدثني جدي حدثنا منصور بن عمار عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال أسلم صبي من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن وكان يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويخدمه ثم إنه مر بباب رجل من الأنصار فاطلع فيه فوجد امرأة الأنصاري تغتسل فكرر النظر فخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فخرج هاربا من المدينة استحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى جبال مكة يعني بين المدينة فولجها فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا ودعه ربه وقلاه قال فنزل جبريل فقال يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويخبرك أن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بي من ناري
[ص: 106]
قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسلمان رضي الله عنه فقال: انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن. فخرجا من أنقاب المدينة فلقيهما راعيا من رعاة المدينة , يقال له: ذفافة , فقال له: يا ذفافة هل لك علم بشاب بين هذه الجبال , فقال له ذفافة: لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال له عمر: وما علمك أنه هرب من جهنم؟ قال: إنه إذا كان في نصف الليل خرج علينا من هذ الشعب واضعا يده على أم رأسه , يبكي وينادي: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح , وجسدي في الأجساد , ولا تجردني لفصل القضاء , قال عمر: إياه نريد , قال: فانطلق معهما ذفافة , حتى إذا كان في بعض الليل خرج عليهما وهو ينادي: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح , وجسدي في الأجساد قال: فعدى عليه عمر ليأخذه , فلما سمع حسه قال: الأمان الأمان متى الخلاص من النار؟ فقال له عمر: أنا عمر بن الخطاب فقال له ثعلبة: يا عمر , هل علم النبي صلى الله عليه وسلم بذنبي؟
[ص: 107]
قال: لا علم لي , إلا أنه ذكرك بالأمس فبكى وأرسلني إليك قال: يا عمر , لا تدخلني عليه إلا وهو في المسجد , ولا تدخلني عليه إلا وهو يصلي , أو بلال يقول قد قامت الصلاة قال: ففعل , (قال فلما أتى به عمر المدينة وأتى به عمر المدينة وأتى به المسجد) (1) ، قال والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي , قال: فلما سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم خر مغشيا عليه قال فدخل عمر وسلمان الصلاة وهو صريع فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عمر , ويا سلمان , ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن؟ قالا: هو ذا هو يا رسول الله ,
قال فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فحوله فانتبه , قال: ما الذي غيبك عني؟ .
قال: ذنبي قال: أفلا أعلمك آية يمحو الله بها الذنوب والخطايا؟ . قال: بلى يا رسول الله قال: قل: {آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} قال: إن ذنبي أعظم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل كلام الله أعظم.
قال وأمره بالانصراف إلى منزله , قال: فانصرف ومرض ثمانية أيام , قال
[ص: 108]
وأتى سلمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقال إن ثعلبة بن عبد الرحمن به لمم قال: فجاء فدخل النبي صلى الله عليه وسلم قال فأخذ برأسه فوضعه في حجره , قال: فأزال رأسه عن حجر النبي صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أزلت رأسك عن حجري؟ قال: إنه من الذنوب ملآن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تجد قال أجد؟ . قال: أجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي قال: فما تشتهي؟ قال: مغفرة ربي قال: فنزل جبريل عليه السلام , فقال: يا محمد , إن ربك يقرأ عليك السلام , ويقول لك: لو لقيني هذا بقراب الأرض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة قال: فأعلمه النبي صلى الله عليه وسلم قال: فصاح صيحة فمات
قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسله , وكفنه , وصلى عليه ثم احتمل إلى قبره فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم يمشي على أطراف أنامله , فقيل: يا رسول الله , رأيناك تمشي على أطراف أناملك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أستطع أن أضع رجلي على الأرض من كثرة من شيعه من الملائكة.
Unknown page