ولم تكن المسافة بعيدة، فمد يده وأمسك بالقدم وجذبها، وفي نفس الوقت تصاعدت موسيقى خافتة تقول: صباح الخير.
وكان مستعدا أن يبقى على وضعه ذاك مدى الحياة لا يتكلم ولا يتحدث ولا يتنفس، ولكن الصوت الموسيقي عاد يقول: بلاش كسل قوم، عندنا شغل كتير.
وفي بطء جلس، ووجد فوزية جالسة على الفراش المقابل بوجهها الأبيض المسمسم الحلو، وعيناها منتفختان قليلا إنما زادها ذلك جمالا وجاذبية، وكان احمرار خفيف يلون شفتيها، وقال لها بصوت أجش غليظ طير كل ما أحدثته تحيتها من موسيقى: صباح الخير.
وفتح عينيه وأغمضهما كثيرا ليرى أنها في جلستها تلك أرشق من أصابع عازف كمان، وأنضر من الوردة التي أصبحت في يده، وأنشط من كل ما قد يبعثه صباح شتاء من نشاط، وكانت ترتدي «بلوزة» بسيطة و«جيب» رمادي، وبادرته قائلة: أولا، قوم اغسل وشك.
ووضع حمزة ساقا فوق ساق وهو لا يزال ممددا على الفراش، وقال في كبرياء:
أولا:
دوري على النضارة لأني مش عارف حطيتها فين قبل ما انام.
ثانيا:
كان فيه واحد نايم هنا راح فين؟
ثالثا:
Unknown page