بَابُ الْمُقَادِ مِنْهُ يُشَدُّ لِلْقَوَدِ وَيُدْفَعُ الْقَاتِلُ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَدُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَدَفَعَهُ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ، فَقَالَ الْقَاتِلُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلْوَلِيِّ: «أَمَا إِنْ كَانَ صَادِقًا ثُمَّ قَتَلْتَهُ، دَخَلْتَ النَّارَ» . قَالَ: فَخَلَّى سَبِيلَهُ، وَكَانَ مَكْتُوفًا بِنِسْعَةٍ. قَالَ: فَخَرَجَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ؛ فَسُمِّي ذَا النِّسْعَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ ﵁ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ بِقَاتِلِ وَلِيِّهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «اعْفُ عَنْهُ» . فَأَبَى، فَقَالَ: «خُذِ الدِّيَةَ» . فَأَبَى، فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَإِنَّكَ مِثْلَهُ» . فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَرُئِيَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ قَالَ الْقَاضِي: فَكَأَنَّ مَعْنَاهُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «إِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ فَأَنْتَ مِثْلَهُ» . لِأَمْرٍ أَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ عَلَيْهِ، وَدَلَّ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَادَ مِنْهُ شُدَّ أَوْ أُوثِقَ لِلْقَتْلِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِأَخْفِ مَوْتَةٍ وَأَوْجَزِهَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَتَلَ قِتْلَةً فَيُقْتَلُ بِمِثْلِهَا، وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَحَنَّطَ وَيَتَكَفَّنَ. وَرُوِيَ فِي قِصَّةِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ: فَجَاءَ ابْنُ جَثَّامَةَ فِي حُلَّةٍ قَدْ تَهَيَّأَ فِيهَا لِلْقَتْلِ
بَابُ قَاتِلِ نَفْسِهِ خَطَأً
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو أَيُّوبَ الْغَيْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ كَانَ سَيْفُ عَامِرِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ سِنَانٍ فِيهِ قِصَرٌ وَهُوَ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، فَضَرَبَ بِسَيْفِهِ يَهُودِيًّا فَقَطَعَ سَاقَهُ وَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ رُكْبَةَ عَامِرٍ فَمَاتَ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: حَبِطَ عَمَلُ عَامِرٍ. قَالَ: فَجَاءَ سَلَمَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَعَرَفَ مَا ⦗٥٠⦘ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: «مَا لَكَ، حَدِّثْنِي ابْنَ الْأَكْوَعِ» . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ. فَقَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّهُ جَاهِدٌ مُجَاهِدٌ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَدُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَدَفَعَهُ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ، فَقَالَ الْقَاتِلُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلْوَلِيِّ: «أَمَا إِنْ كَانَ صَادِقًا ثُمَّ قَتَلْتَهُ، دَخَلْتَ النَّارَ» . قَالَ: فَخَلَّى سَبِيلَهُ، وَكَانَ مَكْتُوفًا بِنِسْعَةٍ. قَالَ: فَخَرَجَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ؛ فَسُمِّي ذَا النِّسْعَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ ﵁ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ بِقَاتِلِ وَلِيِّهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «اعْفُ عَنْهُ» . فَأَبَى، فَقَالَ: «خُذِ الدِّيَةَ» . فَأَبَى، فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَإِنَّكَ مِثْلَهُ» . فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَرُئِيَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ قَالَ الْقَاضِي: فَكَأَنَّ مَعْنَاهُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «إِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ فَأَنْتَ مِثْلَهُ» . لِأَمْرٍ أَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ عَلَيْهِ، وَدَلَّ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَادَ مِنْهُ شُدَّ أَوْ أُوثِقَ لِلْقَتْلِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِأَخْفِ مَوْتَةٍ وَأَوْجَزِهَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَتَلَ قِتْلَةً فَيُقْتَلُ بِمِثْلِهَا، وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَحَنَّطَ وَيَتَكَفَّنَ. وَرُوِيَ فِي قِصَّةِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ: فَجَاءَ ابْنُ جَثَّامَةَ فِي حُلَّةٍ قَدْ تَهَيَّأَ فِيهَا لِلْقَتْلِ
بَابُ قَاتِلِ نَفْسِهِ خَطَأً
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو أَيُّوبَ الْغَيْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ كَانَ سَيْفُ عَامِرِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ سِنَانٍ فِيهِ قِصَرٌ وَهُوَ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، فَضَرَبَ بِسَيْفِهِ يَهُودِيًّا فَقَطَعَ سَاقَهُ وَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ رُكْبَةَ عَامِرٍ فَمَاتَ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: حَبِطَ عَمَلُ عَامِرٍ. قَالَ: فَجَاءَ سَلَمَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَعَرَفَ مَا ⦗٥٠⦘ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: «مَا لَكَ، حَدِّثْنِي ابْنَ الْأَكْوَعِ» . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ. فَقَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّهُ جَاهِدٌ مُجَاهِدٌ»
1 / 49