Jazirat Rudus
جزيرة رودس: جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه
Genres
وفي هذه الجزيرة من أنواع النبات ما يفوق الحصر، ومن الحيوانات الأليفة والبرية أجناس كثيرة، وفيها مناجم رخام ومغاص للإسفنج والمرجان، وعدد سكانها حسب الإحصاء الأخير 45000، واللغات المتداولة فيها اليونانية والتركية والإسبانية، وأكثر اليونانيين يعرفون التركية، والترك يعرفون اليونانية، أما الإسبانية فهي خاصة بالإسرائيليين وأصلهم من جالية إسبانيا.
تاريخها القديم
سميت هذه الجزيرة قديما بعدة أسماء، منها «هليوزا» نسبة إلى «هليوس» (الشمس)، و«أفيوزا» (جزيرة الحيات)؛ لأنها كانت كثيرة الحيات قبل استعمارها، و«تلخينا» نسبة إلى التلخينيين، وهم من الأمم التي استوطنتها في العصور الخالية، و«ترينكاريا» ومعناها: ذات القواعد الثلاث أي العواصم، و«كورمبيا» (المتوجة) لشهرة أهلها في الفروسية والألعاب الرياضية، وأشهر أسمائها «رودس» وأصله «رودون» (الورد) أو «روديون» (الرمان) باللغة اليونانية، وقيل إن أصله «رودو دفنه» (نوع من الغار)، وذهب بعضهم إلى أنها سميت باسم «رودانيم» أحد أبناء يافث بن نوح، ويتصل تاريخها القديم بأساطير اليونان الخرافية، فقد قيل عنها في الميثولوجيا أن «أبولون» أخرجها من لجج البحار وأن «هليوس» (الشمس) أحب رودس بنت بوسيدون إله البحار، وهو نبتون عند الرومان، فتزوجها وولدت له سبعة بنين، هم أول من سكن هذه الجزيرة. ذلك ما ورد في الميثولوجيا، وقد دل البحث على أن البلاسجة استوطنوها في أقدم العصور، وهم قوم لا يعرف أصلهم ومنشؤهم بالتحقيق، وغاية ما عرف عنهم أنهم وفدوا في العصور الغابرة على بلاد اليونان وجزائر الأرخبيل وسواحل آسيا الصغرى وإيطاليا وكانوا طوائف شتى، وقيل إنهم استعمروا بلاد اليونان قبل التاريخ المسيحي بألف وتسعمائة سنة، وكانوا معاصرين للفينيقيين، وذهب بلاس ساردا من كبار علماء الهند في الكتاب الذي ألفه بالإنكليزية عن تقدم الهنود في الحضارة والمدنية
1
إلى أن أصل البلاسجة من الهند، وأتى على ذلك بأدلة منها أنهم سموا بهذا الاسم نسبة إلى ولاية في الهند كانت تسمى قديما «بلاسا»، وهي المعروفة الآن بولاية «بهارا»، وأن لفظة «هيلاس» الدالة على بلاد اليونان أصلها اسم قبيلة في الهند، سميت بهذا الاسم نسبة إلى جبال «هيلا» في «بلوخستان» التي كانت قسما من الهند، وأن كلمة
Greek
في اللغة الهندية القديمة علم على قاعدة «مجدا» وهي من ولايات الهند. وقد استنتج من ذلك أن الأمم التي استعمرت بلاد اليونان في قديم الزمان نزحت إليها من الأنحاء الشمالية الغربية في الهند، ويؤيد هذا الرأي ما ورد في إلياذة هوميروس، التي عربها نظما العلامة سليمان البستاني، شرحا على أبيات تشير إلى إحراق الجثث، وهذا نصه: «ولعلها بقية من عادات قبائل البلاسجة الذين قدمت طائفة منهم بلاد اليونان بعد أن برحت الهند منذ عهد عهيد.»
2
وروى بعض المؤرخين أن البلاسجة وفدوا على مصر في عهد الدولة العشرين، وأنهم ذكروا على آثار هذه الدولة باسم «الدانائيين» أي الطوائف البحرية، وروى ماسبرو أن الملك تحوتميس الثالث هزمهم وطردهم، وأنهم كانوا من أهل الجزائر.
3
Unknown page