Jaysh Misri Fi Harb Rusiyya Macrufa Bi Harb Qirim
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
Genres
وفي 13 محرم سنة 1271ه/6 أكتوبر سنة 1854م كتب ناظر الجهادية المصرية إلى محافظ الإسكندرية يخبره بأنه طبقا للأوامر العالية التي صدرت صار إرسال ال 36 مدفعا وال 10800 مقذوفة اللازمة للآستانة إلى مستودع الذخائر بالإسكندرية مع البكباشي حسن أفندي، وأنه من الواجب عليه تسلمها منه، وأن يجتهد في إرسالها إلى الجهة المرسلة إليها؛ وإليك الخطاب المذكور:
إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى محافظ الإسكندرية رقم 14، بتاريخ 13 محرم سنة 1271، مقيدة بالدفتر التركي رقم 2698
سبق أن صدرت إرادة سنية رقم 190 بإرسال 36 مدفعا و10800 قذيفة للآستانة العلية بصفة إمداد، وعلى ذلك حرر لناظر الجبخانات بتدارك تلك المقادير وإرسالها إلى الإسكندرية، فوردت إفادة من ناظر الجبخانات تفيد أن تلك المقادير قد جهزت وشحنت بالمراكب تحت نظارة البكباشي حسن أفندي وأرسلت إلى جبخانة الإسكندرية، فبوصوله تسلموا المقادير المذكورة من البكباشي المشار إليه وأعطوه السند اللازم بتسلمها وأشحنوها، وحرر هذا للإحاطة بذلك. ا.ه.
وفي 20 محرم سنة 1271ه/13 أكتوبر سنة 1854م أرسل كتخدا الوالي إلى ديوان عموم الجهادية (الحربية) خطابا بطلب فيه بيان الجنود الذين صار جمعهم من المديريات لألايات النجدة المسافرة إلى الآستانة، فرد الديوان المذكور عليه بالإفادة الآتية في 24 محرم سنة 1271ه (17 أكتوبر سنة 1854م) وها هي:
إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى ديوان الكتخدا رقم 43 بتاريخ 27 محرم سنة 1271ه، مقيدة بالدفتر التركي رقم 3678
ردا على خطاب سعادتكم المؤرخ 20 محرم سنة 1271ه (13 أكتوبر سنة 1854م) رقم 65 بخصوص طلب كشف تفصيلي عن مقادر العساكر التي صار جمعها ووردت من المديريات، مع بيان مقدار ما سيرسل منها للآستانة، ومقدار ما توزع منه للألايات وخلافه ومقدار الباقي، وهل الباقي يوجد من بينهم من يليق لإلحاقه بألاي غرديا الذي سينشأ بناء على الإرادة السنية الصادرة في هذا الخصوص، لذلك نحيط سعادتكم علما بأن الأفراد التي وردت من المديريات للآن بلغت 10212 نفرا، وجد عند فرزها 3031 نفرا جميعهم جورك لا يصلحون للجهادية، وقد أعيدوا لبلادهم بالثاني، والباقي وقدره 7181 نفرا أعطي منهم للألايات المسافرة للآستانة 415 نفرا، وأرسل منهم لديوان البحرية 250 نفرا لاستخدامهم في الأشغال الصحية، وألحق بتفتيش صحة مصر 91 نفرا، وكذا ألحق بالطوبخانة بالقلعة 229 نفرا لاستخدامهم في مسح وتنظيف (مرامي المدافع، والباقي بعد ذلك وقدره 425 نفرا لم يوجد من بينهم من يليق لإلحاقه بألاي غرديا؛ لذلك قد صار توزيعهم على برنجي و8 جي ألايا بيادة بصفة مؤقتة تحت الطلب لحين إتمام تنظيم الألايات المسافرة لدار السعادة، ومرسل طيه كشف بهذا البيان لعرضه على الأعتاب الخديوية، وحرر هذا للمعلومية. ا.ه. (2) نكبة العمارة المصرية
في 31 أكتوبر سنة 1854م لدى عودة حسن باشا الإسكندراني قائد الأسطول المصري بقسم من عمارته إلى الآستانة ليرممه هبت عليه عاصفة في البحر الأسود فألقت بالغليون (مفتاح جهاد) الذي كان فيه، وبالفرقاطة (بحيرة) التي كانت تحت قياد وكيله محمد شنن بك على شاطئ الروم ايلي فغرقا وغرق معهما هذان القائدان و1920 بحريا، ولم ينج من الغرق إلا 130 نفسا. ومحمد شنن بك هذا كان من تلاميذ البعثات العلمية التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا في سنة 1826م لتعلم الفنون البحرية.
وقد ورد نبأ هذه الفاجعة الأليمة في جريدة (ذا اللستريد لندن نيوز) بعددها الصادر بتاريخ 2 ديسمبر سنة 1854؛ وإليك ترجمته:
فجع السكان القاطنون بالقرب من البحر الأسود بفاجعة تروع القلوب؛ وهي غرق بارجتين على مسافة غير بعيدة من الآستانة، ففي ليلة 30 أكتوبر سنة 1854م عصفت بشواطئ هذا البحر الغربية عاصفة من أروع ما يذكره الناس، ولا بد أن تكون قد وقعت حوادث أخرى مريعة غرق فيها كثير من السفن، ولكن ليس بينها ما هو أفظع من حادثة البارجتين المصريتين العائدتين من القرم، فالفرقاطة (بحيرة) حملها الأعصار في الساعة الثامنة مساء على بعد ميلين فقط من مصب البسفور إلى منطقة الأمواج الخطرة التي ترتطم بصخور (قرة برنو)، وفي ظرف ساعة كانت قد تحطمت، ولم ينج من بحارتها الذين يبلغ عددهم 400 سوى 130 كان التوفيق حليفهم فأمكنهم أن يبلغوا الشاطئ أحياء.
أما البارجة الأخرى وهي ذات ثلاث طبقات واسمها (مفتاح جهاد) وكان فوق ظهرها الأميرال المصري، وهو على ما يقال أمهر قائد بحري عند المصريين فقد شاركت زميلتها في نهايتها المحزنة؛ إذ دفعتها العاصفة إلى المياه الرقيقة الخطرة في منتصف المسافة بين الآستانة ووارنه، ومن المؤلم أن نذكر أنه قد غرق من بحارتها البالغ عددهم 900، 795 بحارا بينهم الأميرال، ولم يبق أي أثر من هذه البارجة المنحوسة الطالع يبين المكان الذي غرقت فيه، وقد أنزل الذين نجوا من بحارة البارجتين في الآستانة حيث كانوا موضع كثير من الالتفات والعناية والإكرام. ا.ه. (3) احتلال أوباتوريا والحرب حولها
Unknown page