الله عليه وسلم. فلما ولي عمر استعمله على بيت المال. وروى سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار أنَّ عثمان ثلاثمئة ألف درهم، فأبى عبد الله أن يأخذها. وروى أشهب عن مالك أن عمر بن الخطاب كان يقول: ما رأيت أحدًا أخشى للهِ من عبد الله بن الأرقم.
ومنهم ابن شهاب الزُّهريُّ: واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زُهرة، ويُكنى أبا بكر. وكان أبو جدِّه عبد الله بن شهاب شَهد مع المشركين بدرا، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحدٍ لَئن رأوا رسول الله ﷺ لَيَقْتُلُنَّهُ أو ليُفتلُنَّ دونه. وهم: عبد الله بن شهاب، وأُبُّى بن خلف، وابن قَميئة، وعُتبة بن أبي وقاص، وكان أبوه مسلم بن عبيد الله مع الزبير. ولم يزل الزُّهريُّ مع عبد الملك بن مروان ثم مع هشام بن عبد الملك. وكان يزيد بن عبد الملك استقصاه. وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومئة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ودثفن على قارعة الطريق بماله ليمرَّ مارٌ فيدعو له. والموضع الذي دفن فيه آخر عمل الحجاز وأول عمل فلسطين، وبه ضيعته.
وأخوه عبد الله بن مسلم كان أسنَّ من الزهري، ويكنى أبا محمد. وقد لقي ابن عمر وروى عنه وعن غيره، ومات قبل الزهري. وابنه محمد الذي مان يكنى به، روى عن عمه كثيرًا، وروى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد الساعدي، ولقي كبار التابعين، وروى عنهم، وحمل من السنة كثيرا، وروى
1 / 72